صحة

تقرير: بعد ظهور حالات في دول عربية …جدري القرود هل نحن أمام وباء جديد أم مرض عابر!

بلجيكا 24- على الرغم من أن العالم لا يزال يحاول التعافي من وباء كورونا والذي انتشر من أقصى الأرض أقصاها على مدار أكثر من عامين، بدأت التساؤلات والمخاوف والأصوات تتعالى بشأن ما إذا كان من الممكن أن يتحول فيروس جدري القرود، الذي أعُلن عن ظهوره أخيرا، إلى وباء عالمي جديد مثلما حصل مع فيروس كورونا.

منظمة الصحة العالمية، أعلنت اليوم الثلاثاء 24 مايو تسجيل 131 إصابة مؤكدة بجدري القرود و106 حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى في السابع من مايو الجاري خارج البلدان والتي عادةً ما ينتشر فيها المرض.

ووفقاً للمنظمة، بالرغم من أن تفشي المرض غير معتاد، فإنه يظل “قابلاً للاحتواء”، كما أكدت أنها ستعقد اجتماعات أخرى لدعم الدول الأعضاء بمزيد من النصائح بشأن كيفية التعامل مع المرض.

Advertisements

وقال ريتشارد بيبودي المسؤول البارز بالمنظمة إنها لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القرود، خارج قارة إفريقيا يستدعي إطلاق حملات تطعيم جماعية، إذ إن القيام بإجراءات أخرى كالنظافة الشخصية الجيدة والسلوك الجنسي الآمن ستسهم في السيطرة على انتشاره.

وأضاف بيبودي، الذي يقود فريق مسببات الأمراض عالية التهديد في منظمة الصحة العالمية بأوروبا، في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء إن الإمدادات الفورية من اللقاحات ومضادات الفيروسات محدودة نسبيا.

الأمريكيون قلقون
الأحد 22 مايو، إعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم أن تفشي مرض جدري القرود هو أمر “يجب أن يكون مصدر قلق للجميع”.

وأضاف بايدن أن مسؤولي الصحة الأمريكيين يبحثون مسألة اللقاحات والعلاجات المحتملة، وقال “نبذل جهداً كبيراً لمعرفة ما سنفعله حيال هذا الأمر”.

الوضع في بلجيكا
فيما يتعلق بظهور حالات “جدري القردة” والتي سجلت السلطات البلجيكية صباح الاحد الماضي الإصابة الرابعة. قال وزير الصحة الفيدرالي “وزير الصحة الفيدرالي فرانك فاندنبروك (حزب PS)”: “إذا ظهرت أعراض على الناس ، عليك الذهاب إلى خدمات الطوارئ” ، مضيفًا أنه لا يوجد سبب للقلق في الوقت الحالي.

ألقى الوزير “فرانك فاندنبروك ” الضوء على عدد الحالات داخل مجتمع المثليين جنسياً. وحسب توضيحه “إنها صدفة ، أن الفيروس لا يحدث فرقًا بين المثليين جنسياً أو المغايرين الجنس”. ومع ذلك ، تم تحذير الدوائر المعنية.

وبحسب الوزير: “اللقاح التقليدي يحمي”، مضيفًا أن جدري القردة أقل خطورة بكثير من كوفيد. إذن ، هل ينبغي تطعيم الجميع؟ ميزان حسنات ومساوئ التطعيم لا يوحي بذلك.

وتابع “لدينا مخزون استراتيجي كبير جدًا ضد الجدري التقليدي، ومع ذلك ، دون إعطاء عدد الجرعات المتاحة. أكد فرانك فاندنبروك أيضًا أن المناقشات جارية مع شركة أدوية ، على المستوى الأوروبي ، بشأن احتمال شراء لقاحات جديدة ضد جدرى القردة.

حاول الوزير الاشتراكي طمأنة الجمهور مشيراً إلى ان هناك 4 مصابين حالياً. من المؤكد أنه سيكون هناك المزيد ولكن لن يكون هناك تفشي.

ورداً على شهادة مقدم رعاية اتخذ قرارًا بترك مهنته ، مثل العديد من الأشخاص الآخرين في المهنة الذين استنفدهم الوباء. يقول فرانك فاندنبروك ، أنه سيتم إعادة تقييم الأجور بفضل الاستثمارات التي يعتبرها “مترتبة” ولكنها “غير كافية”.

وأكد في النهاية “يجب أن نبدأ النقاش حول أجندة جديدة لمستقبل هذا القطاع لتطوير الإجراءات”.

ما علاقة مرض جدري القرود بالمثلية الجنسية ؟
أعلنت رئيسة وكالة الأمن الصحي في بريطانيا “جيني هاريز” قبل ساعات بأن جميع الحالات التي تم اكتشاف إصابتهم بفيروس ‘جدري القرود’ من المثليين جنسيًا.

وقالت رئيسة الوكالة بأنه تم حث الرجال المثليين وثنائيي الجنس بضرورة توخي الحذر من الطفح الجلدي أو الآفات غير العادية بعد تأكيد السلطات الصحية في بريطانيا رصد أربع حالات جديدة من فيروس جدري القرود، مما رفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 7 منذ ظهور الحالة الأولى في وقت سابق من هذا العام.

وأضافت أنه يجري التحقيق العاجل في الرابط بين السفر إلى بلد ينتشر فيه مرض جدري القردة، بما في ذلك ما إذا كانت لدى الحالات المصابة روابط أخرى مع بعضهم البعض.

وقالت الدكتورة سوزان هوبكنز، كبير المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي في بريطانيا: “نحن نحث بشكل خاص الرجال المثليين وثنائيي الجنس على أن يكونوا على دراية بأي طفح جلدي أو آفات غير عادية وأن يتصلوا بخدمة الصحة الجنسية دون تأخير”.

وذكرت بأنه تم تحديد جهات اتصال مشتركة بين حالتين من الحالات الأربع الأخيرة، وبأن جميع المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية موجودون في وحدات متخصصة للأمراض المعدية في مستشفى رويال فري ومستشفى رويال فيكتوريا في نيوكاسل أبون تاين وجيز وسانت توماس في لندن.

وكشفت صحيفة الغارديان أن الحكومة البريطانية اعتمدت خطة طوارئ جديدة للتعامل مع فيروس جدري القرود بعد أن وصل عدد الإصابات المسجلة في البلاد إلى 20 حالة رسمية.

وأضافت الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف الفيروس في بريطانيا، مؤكدة أن هناك مخاوف حقيقية من وجود سلالات جديدة للفيروس.

ورغم أن عدد الحالات المؤكدة حول العالم حتى الآن لا يزال محدودا، إلا أن الذعر بشأن المرض كان حديث وسائل التواصل الاجتماعي.

وتصدر وسم #جدري_القرود موقع تويتر في العديد من البلدان العربية.

وحذر البعض في تغريدات من تكرار السيناريو الذي حصل مع بداية وباء كورونا، عندما لم يقر البعض بالإصابة ولم يلتزم كثيرون بالإجراءات الصحية، ما أوصل العالم إلى وضع خطير.

اشتباه في حالات بدول عربية
مع زيادة مخاوف انتشار مرض جدري القرود، تسود حالة تأهب واستعداد في الدول العربية، والدول المجاورة.

فقد أعلنت وزارة الصحة الإماراتية، الثلاثاء، عن رصد أول حالة لجدري القرود.

وقالت الوزارة، في بيان، إن الحالة تعود إلى سيدة تبلغ من العمر 29 سنة زائرة للإمارات من غرب إفريقيا وتتلقى العناية الطبية اللازمة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

وفي لبنان تحدثت عدة مصادر إخبارية لبنانية محلية عن وجود حالتي إصابة مشتبه بهما.

ووفقا للمصادر الإخبارية فإنه لم يتم تأكيد الإصابة بجدري القرود، بيد أن هناك احتمالية لذلك، حيث تم رصد الإصابات في جنوب لبنان، لمسافرين لبنانيين عائدين من إفريقيا.

وفي المغرب أفادت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية أنها رصدت ثلاث حالات اشتباه إصابة بجدري القرود.

وذكرت أن الحالات “توجد في صحة جيدة، وتحت الرعاية الصحية والمراقبة”. وأضافت أنها “خضعت للتحاليل الطبية وفي انتظار النتائج”.

وكانت سلطات الإحتلال في فلسطين أعلنت تسجيل إصابة رجل يبلغ 30 عاما بجدري القرود بعد عودته حديثا من أوروبا الغربية حاملا أعراض المرض.

وحتى الآن، أكدت هيئات الصحة العامة في أوروبا ظهور حالات إصابة بالمرض في كل من المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا وإيطاليا والسويد.

وقالت دائرة الصحة في ولاية فيكتوريا الأسترالية إن أولى حالات الإصابة بالمرض في أستراليا اكتشفت لدى رجل شعر بالأعراض بعد عودته من رحلة إلى المملكة المتحدة.

وفي أمريكا الشمالية، أكدت السلطات الصحية في ولاية ماساتشوستس الأمريكية إصابة رجل بعد سفره إلى كندا مؤحرا. وقال مسؤولون إنه “بحالة جيدة” و”لا يشكل خطراً على الجمهور”.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها الجمعة إن حالات الانتشار الأخيرة للمرض “تعتبر غير نمطية، إذ أنها تظهر في دول لا يعتبر المرض متوطناً فيها”.

وقالت المنظمة إنها “تعمل مع الدول المتضررة وآخرين من أجل توسيع نطاق المراقبة للمرض للعثور على الأشخاص المتضررين ومساعدتهم”.

وحذّرت أيضاً من وصم جماعات بعينها بسبب المرض.

وقالت إن “ذلك قد يشكل عائقاً أمام إنهاء انتشار المرض، إذ أنه قد يمنع الناس من السعي للحصول على الرعاية الطبية ويقود إلى انتشار غير مكتشف لحالات الإصابة به”.

وحذّر هانز كلوغ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، من أنه “مع دخولنا فصل الصيف…وما يحدث به من تجمعات جماهيرية ومهرجانات وحفلات، فإني أشعر بالقلق من احتمال تسارع انتقال العدوى”.

وأضاف أن جميع حالات الإصابة الأخيرة، باستثناء واحدة، لا صلة لها بالسفر إلى مناطق يعتبر فيها جدري القرود مرضاً متوطناً.

المصدر:بلجيكا 24 + BBC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock