إقتصاد

زيادة ساعات عمل الطلاب في بلجيكا لـ 600 ساعة سنويًا..ولكن !!

بلجيكا 24- يُشكل الطلاب العاملين جزءًا متزايد الأهمية من سوق العمل في بلجيكا. ومع تزايد عدد الشركات والمؤسسات وتوسعها في العقد الأخير، أصبحت هؤلاء الطلاب مصدرًا أساسيًا لتلبية احتياجات القوى العاملة في بعض القطاعات الحيوية، مثل الفنادق والمطاعم والتجزئة.

شهد عدد الطلاب العاملين ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات العشر الماضية، وهذا يرجع بشكل رئيسي إلى تخفيف التشريعات التي تسمح للطلاب بالعمل لعدد ساعات أكثر خلال العام. فعلى سبيل المثال، يُسمح الآن للطلاب بالعمل حتى 600 ساعة سنويًا، مقارنةً بـ 475 ساعة في السابق.

تجدر الاشارة إلى ان الفتيات يعملن ما متوسط 211 ساعة سنويًا ، بينما يعمل الأولاد 200.

Advertisements

هذا التغيير أتاح للطلاب فرصًا أكبر للتعبير عن مهاراتهم وكسب الخبرة العملية، مما يُعد استثمارًا مهمًا في مستقبلهم المهني في بلجيكا.

ومن الواضح أن قطاعات الفنادق والمطاعم والتجزئة تعتبر صاحبة نصيب الأسد والمستفيد الأكبر من وجود الطلاب العاملين في السوق، حيث يُعدون دعامة أساسية في تلبية الطلب المتزايد على الخدمات في هذه القطاعات.

إضافةً إلى ذلك، يشهد قطاعا الترفيه والرعاية الصحية نموًا كبيرًا، ويحتاجان كذلك إلى قوى عاملة إضافية لتلبية متطلبات الجمهور وتقديم الخدمات بشكل مرضٍ.

ومع ذلك، يبقى هناك تحديات تواجه الطلاب العاملين وصناعة العمل بشكل عام. فمع ارتفاع تكاليف المعيشة، يجد الكثير من الشباب صعوبة في تلبية احتياجاتهم المالية بدخلهم الشهري، وبالتالي يسعون للعمل إضافيًا لتعويض هذا النقص.

كما إن الاعتماد الكبير على العمل الطلابي لمواجهة التضخم يعكس الضغوط المالية التي يواجهها الشباب وضرورتهم للتكيف مع تغيرات الوضع الاقتصادي.

ونتمنى ان يكون دعم هذه القوى العاملة الشابة ضمن أجندة الحكومة والشركات على حد سواء، حيث يمكن أن يساعد في تحسين التوازن بين العمل والدراسة ودعم الشباب في بلوغ أهدافهم المهنية بنجاح.

السؤال الذي يجب طرحه الآن ولكنه هو موضوع حساس للغاية!، يتعلق بتوازن بين العمل والتعليم وتأثير زيادة ساعات العمل على فرص الشباب في الحصول على تعليم جيد. وبالفعل، يمكن أن تكون زيادة ساعات العمل للطلاب سببًا في إضاعة فرص التعليم والتأثير على أدائهم الأكاديمي.

عندما يتعرض الطلاب لضغوط العمل الزائدة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطراب جدولهم الزمني ونقص الوقت المتاح للدراسة والمذاكرة. يمكن أن يؤثر هذا التوتر على تركيزهم وانتباههم، مما يؤدي إلى تراجع الأداء الأكاديمي وفشلهم في تحقيق تحصيل دراسي جيد.

إذا كان الطلاب مضطرون للعمل لسد الاحتياجات المادية أو تخفيف أعباء التكاليف الدراسية المرتفعة، فإن زيادة ساعات العمل يمكن أن تكون بمثابة ضغط إضافي على الطلاب.

بالطبع، هناك حالات قد تكون فيها زيادة ساعات العمل إيجابية لبعض الطلاب، حيث يمكن أن يكون للعمل تأثيرات إيجابية مثل تحسين الانضباط وتعزيز المهارات الشخصية والاجتماعية.

ومع ذلك، ينبغي أن يتم مراعاة التوازن بين العمل والتعليم وضرورة تقديم الدعم اللازم للطلاب للتأقلم مع تحديات التحصيل الدراسي والعمل.

بناء عليه، ينبغي على الحكومات والمؤسسات التعليمية في بلجيكا أن تدرس بعناية آثار زيادة ساعات العمل على الطلاب والتفكير في سبل توفير دعم مالي وعملي للطلاب الذين يواجهون ضغوطًا مالية. يمكن أن يكون هذا الدعم عبارة عن منح دراسية أو فرص عمل مرنة تتناسب مع متطلبات الطلاب الدراسية.

في النهاية، يجب النظر إلى التوازن بين العمل والتعليم كجزء من الاستراتيجية الشاملة لدعم الشباب وضمان فرص تحصيل دراسي ناجحة ومستقبل مشرق.

إقرأ ايضًا: زيادة عدد أيام عمل الطلاب تُثير مخاوف الجمعيات «ستقلل فرص نجاح الطلاب الفقراء»!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock