بلجيكا : خطوات مهمة لتجنب تعقيدات لم شمل أسر اللاجئين

بلجيكا 24 – يأتي العديد من طالبي اللجوء وحدهم لتقديم طلب الحماية في بلجيكا، تاركين خلفهم أسرة في بلادهم. وبمجرد الاعتراف بهم، يحاولون جلب أسرهم. وفقط عدد قليل من أفراد الأسرة يمكنهم الالتحاق بهم في ظل ظروف معينة. وتعتبر الإجراءات طويلة ومعقدة وأحيانا مكلفة. ويحدد القانون البلجيكي بطريقة صارمة أفراد الأسرة الذين يستطيعون الانضمام إلى لاجئ معترف به، الذي يلتحق به :

* زوجته
* شريكته القانونية إذا كانت العلاقة دائمة ومستقرة
* أطفاله القاصرون غير المتزوجين، وأطفال زوجته أو شريكته القانونية
* أطفاله البالغون المعاقون العاجزون عن إعالة أنفسهم، بسبب إعاقتهم
وإذا كان اللاجئ المعترف به قاصرا، يمكنه جلب والديه. ويتعين أن يكون قد قدم إلى يبجيكا كقاصر أجنبي غير مرافق (MENA)، وحصل على صفة اللجوء أو على الحماية المؤقتة.

ولا يمكن للم الشمل أن يتحقق إلا إذا جاء افراد الأسرة للعيش معا، تحت نفس السقف. وبمجرد عدم عيشهم معا، يمكن لمكتب الأجانب ان يلغي تصريح الإقامة.

* ضرورة وجود روابط أسرية قبل تقديم طلب اللجوء

يخضع لم شمل الأسرة لشروط الدخل والسكن والتأمين على المرض. ونظرا لحالته الضعيفة، لا يخضع اللاجئ لهذه القواعد. ومع ذلك، لا يطبق هذا الاستثناء إلا إذا كانت الرابطة الأسرية موجودة قبل وصوله إلى بلجيكا، وإذا تم تقديم الطلب في نفس سنة الاعتراف بصفة اللجوء أو الحماية المؤقتة.

ولذلك، إذا تزوج لاجئ بعد إجراءات اللجوء، يتعين عليه أن يثبت أنه يتوفر على موارد عيش مستقرة ومنتظمة وكافية لاستقبال زوجته الأجنبية في بلجيكا. ويجب على أفراد أسرة اللاجئ المعترف به تقديم طلب تاشيرة لم الشمل. ويتعين عليهم الذهاب إلى السفارة أو القنصلية البلجيكية المختصة في بلدهم الأصلي. وإذا لم توجد سفارة أو قنصلية مختصة في البلد الأصلي، يمكنهم الذهاب إلى سفارة أو قنصلية بلد مجاور.

* إجراءات إدارية ثقيلة

يجب أن يشمل الملف سلسلة من الوثائق التي تشهد بهويتهم ورابطتهم الأسرية.

وهكذا، فعلى سبيل المثال، يتعين على الزوجة والأطفال الراغبين في الالتحاق بالزوج والأب اللاجئ تقديم مجموعة من الوثائق (طلب تأشيرة متكامل، وثيقة سفر صالحة، نسخة رسمية من شهادة الميلاد، ومن عقد الزواج، ومن بطاقة الإقامة، وشهادة طبية حديثة، وشهادة حسن السيرة والسلوك).

وتبعا للحالة، يتم إرفاق وثائق أخرى إلى الملف. فمثلا، يجب على الأب المطلق أن يثبت إذن زوجته السابقة التي لا تزال في بلده الأصلي بجلب طفله إلى بلجيكا.

ويتعين أن تستوفي كل هذه الوثائق الشروط الشكلية، ويجب أحيانا ترجمتها والمصادقة عليها. وتشهد المصادقة عليها على صحة توقيع السلطات التي أصدرت الوثيقة الرسمية. وبالمقابل، لا يثبت التشريع بالضرورة صحة محتوى الوثيقة. ولهذا، إذا لم يتم الاعتراف بشهادة ميلاد في بلجيكا، يجب إثبات رابطة النسب من خلال فحص الحمض النووي. ومثل هذا الفحص يمكن أن يكلف مبلغا قد يصل إلى 600 يورو.

وبمجرد أن يتم استكمال الملف، تسلم القنصلية وثيقة تشهد بإيداع الطلب (المرفق 15 quinquies). وبعد ذلك، تنقل الملف إلى قسم التأشيرات التابع لمكتب الأجانب ببلجيكا، الذي يتخذ القرار بشأن الأسس الموضوعية. ويتعين أن يرد مكتب الأجانب خلال أجل أقصاه ستة أشهر اعتبارا من تاريخ تسليم الملحق 15 quinquies :

إما يكون الرد إيجابيا، ويتم تسليم تأشيرة لم الشمل العائلي لمقدمي الطلب. وحال الوصول إلى بلجيكا، يمكنهم الذهاب إلى بلدية إقامتهم المستقبلية. وبعد التحقق من الإقامة، يحصلون على تصريح إقامتهم.
وإما يكون الرد سلبيا، ويصبح من الممكن تقديم طعن ضد قرار مكتب الأجانب. ويتم تقديم الطعن لدى مجلس دعاوى الأجانب خلال ثلاثين يوما التي تلي التوصل بالإخطار بالقرار. ومن الأفضل الاتصال بمحام لصياغة هذا الطعن.
سباق ضد الزمن

للاستفادة من الاستثناء من شروط الدخل والسكن، يجب تقديم طلب لم الشمل خلال السنة التي يتم فيها الاعتراف بصفة اللجوء أو الحصول على الحماية الفرعية. وهذا الإطار الزمني قصير جدا نظرا لوضعية اللاجئ الخاصة، التي تتميز بصعوبة الحصول على جواز سفر صالح، وصعوبة إثبات الروابط الأسرية بوثائق أصلية، واللجوء إلى الحمض النووي والمخاطر المرتبطة بحقيقة الاتصال بسلطاته الوطنية، وبُعد المسافة الجغرافية بين اللاجئ وأفراد أسرته وغيرها.

إن إنشاء ملف في أقل من سنة يعتبر تقريبا مهمة مستحيلة. ويفضل البدء به بمجرد الحصول على اعتراف بصفة اللجوء، بل وحتى قبل ذلك يجب اتخاذ كافة الاتصالات اللازمة بهدف إنشاء الملف.