اخبار اوروبا

برنامج اللاجئين ببريطانيا يفشل فشل ذريع في استقبال «ذوي الاحتياجات الخاصة»

بلجيكا 24 – تعرض البرنامج الحكومي للاجئين في بريطانيا للعديد من الانتقادات، بعد فشله في استقبال معظم اللاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة الفارين من الحرب في سوريا.

وذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن 5% فقط من اللاجئين السوريين الذين أُعيد توطينهم في بريطانيا من ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء الذين يعانون من مشكلات جسدية أو احتياجات تعليمية خاصة، على الرغم من أن الأرقام تشير إلى أن نحو 20% من إجمالي اللاجئين السوريين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

من جانبه انتقد حزب العمال البريطاني أداء البرنامج، مؤكدًا أنه يتناقض مع القيم البريطانية، كما أكد عدد من العاملين في الحكومات المحلية أن الحكومة البريطانية تمسكت بمعايير موحدة لإعادة توطين اللاجئين، دون الأخذ في الاعتبار كيفية توفيق الحالات ذات الاحتياجات المعقدة.

Advertisements

في الوقت نفسه، اتهمت الحكومات المحلية بتحديد نوعية العائلات التي يرغب في استقبالها، مستبعدًا منها المجموعات الأكثر تعرضًا للخطر.

وأشارت إحصائيات منظمة الصحة العالميىة إلى أن نحو 5 آلاف و529 لاجئا سوريا أعيد توطينهم في بريطانيا ضمن برنامج “إعادة توطين المواطنين المعرضين للخطر” في الفترة من يناير 2014 حتى إبريل 2017، من ضمنهم 288 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكدت الإحصائيات أن نحو 15% من سكان العالم هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتزيد النسبة بين الفارين من مناطق الحروب والصراعات، فيما قدرت إحصائيات المنظمة الدولية للمعوقين أن 22% من اللاجئين السوريين في لبنان والأردن يعانون من إعاقات خطيرة، مضيفة أن 80% من تلك الإصابات كانت ناتجة من الحرب الجارية الآن في سوريا.

ونوه عدد من نشطاء حقوق الإنسان بأن اللاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة المقيمين في مخيمات ومدن دول الجوار السوري يجدون صعوبة في الوصول لاحتياجاتهم الأساسية، والرعاية الصحية.

وأشارت الصحيفة إلى أن برنامج “إعادة توطين المواطنين المعرضين للخطر”، الذي يفرض على الحكومة استقبال 20 ألف لاجئ حتى 2020، أُنشئ خصيصًا لاستقبال المجموعات الأكثر تعرضًا للخطر، مثل كبار السن والمعاقين، وضحايا الاعتداءات الجنسية والتعذيب.

كانت “الإندبندنت” قد كشفت في فبراير الماضي أن الحكومة البريطانية رفضت استقبال المزيد من أطفال اللاجئين أصحاب الاحتياجات الخاصة، بحجة عدم استطاعتهم التعامل مع احتياجاتهم الخاصة.

وكشفت الإحصائيات أن الحكومات المحلية التي يسيطر عليها حزب العمال استقبلت لاجئين من ذوي الاحتياجات أكثر ب69% من الحكومات المحافظة، كما استقبلت لاجئين سوريين بشكل عام أكثر من 82% من الحكومات المحافظة.

بينما استقبلت حكومات الحزب الوطني الإسكتلندي لاجئين من ذوي احتياجات خاصة أكثر ب5 أضعاف من الحكومات المحافظة، حيث أكدت “لويس كالفي” المدير بمنظمة لمساعدة اللاجئين، أن الاتجاهات السياسية في حكومة ما، كان لها دور أساسي في تحديد إذا ما كانت ستشارك تلك الحكومة في استقبال اللاجئين أم لا.

كما أكدت جاز شابان مديرة منظمة “بيسيستر” لدعم اللاجئين، أنه تم السماح للحكومات المحلية باختيار العائلات التي ستستقبلها، حيث تجنبت بعض الحكومات مساعدة اللاجئين الذين يحتاجون إلى مستويات عالية من المساعدة.

وأضافت الصحيفة أن التفاوت في استقبال اللاجئين المعاقين لم يكن على مستوى الحكومات المحلية فقط، ولكن تشير الإحصائيات إلى أن إسكتلندا استقبلت لاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر ب4 مرات من إنجلترا.

بينما أظهرت الإحصائيات أن المناطق التي صوتت ضد “البريكست” استقبلت لاجئين سوريين يعانون من إعاقات أكثر بنحو 44% من المناطق التي صوتت لصالح “البريكست”.

من جانبها أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنه يجب بذل المزيد من الجهود لرعاية اللاجئين الأكثر عرضة للمخاطر.

وأشارت “الإندبندنت” إلى أن العديد من السوريين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعيشون في دول الجوار السوري يعانون من ظروف صعبة للغاية، حيث أكد اللاجئ السوري حسين أجرف -الذي أعيد توطينه في بريطانيا- أنه عانى بشدة من الحصول على الرعاية الطبية في أثناء إقامته في مخيم للاجئين بلبنان، الأمر الذي تسبب في النهاية لبتر ساقه.

المصدر : وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock