لماذا يهاجر المزيد من البلجيكيين المغاربة إلى المغرب؟
بلجيكا24- ذكر تقرير “rtl.be”، أنه في السنوات الأخيرة، تمت ملاحظة تحولًا ملحوظًا في اختيارات حياة البلجيكيين المغاربة، حيث باتت الهجرة إلى المغرب خيارًا متزايدًا بين أفراد الجالية، ورغم أن هؤلاء الأفراد قد ولدوا ونشأوا في بلجيكا، وعاشوا حياة كاملة هناك، إلا أن بعضهم يختار الآن العودة إلى بلد أجدادهم للعيش والعمل.
هذه الظاهرة الجديدة تعكس تغييرات في المناخ الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالشعور بالتمييز والتحديات التي يواجهها البعض في أوروبا.
البحث عن الفرص في المغرب
من الواضح أن المغرب قد أصبح وجهة جذابة للعديد من البلجيكيين المغاربة بفضل الفرص الاقتصادية الجديدة والمناخ الأكثر ملاءمة، يعود هذا الاهتمام إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، هناك الطفرة الاقتصادية التي يشهدها المغرب، لا سيما في مجالات الطاقة والبنية التحتية، مثل تطوير قطاع النقل وإنتاج الطاقة المتجددة. كما أن المغرب يستعد لاستضافة أحداث دولية كبرى مثل كأس العالم لكرة القدم وكأس إفريقيا للأمم، مما يعزز من جاذبيته ويخلق فرص عمل جديدة.
هذه الفرص تجعل من المغرب وجهة مغرية للخريجين الشباب، خصوصًا أولئك الذين يعملون كـ “البدو الرقميين” والذين يحتاجون فقط إلى شاشة اتصال للقيام بمهامهم.
المغرب، الذي يتمتع بشبكة اتصالات متطورة، يقدم لهم بيئة مثالية لتحقيق أهدافهم المهنية.
التحديات في بلجيكا وتأثيرها
على الرغم من أن بلجيكا توفر بيئة مستقرة ومتقدمة، إلا أن بعض البلجيكيين المغاربة يواجهون تحديات في حياتهم اليومية،و يشعر بعضهم بالتمييز، خاصة في مجال العمل، حيث يمكن أن يكون التمييز ضدهم أكثر وضوحًا.
بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الهجمات الإرهابية التي وقعت في أوروبا على المجتمعات المسلمة، مما يجعل ممارسة الشعائر الدينية في بعض الأحيان صعبة.
ورغم أن هذه المشاكل تساهم في رغبة البعض في الانتقال إلى المغرب، فإن حسن بوستة، أستاذ العلوم السياسية، يشير إلى أن هذه العوامل ليست السبب الرئيسي للظاهرة. وفقًا له، فإن السبب الأساسي يعود إلى التغيرات الاقتصادية والفرص الجديدة التي يراها الشباب في المغرب، والتي تعزز من رغبتهم في العودة إلى الوطن.
غياب الأرقام وارتفاع التقديرات
تظل الأرقام الدقيقة حول عدد البلجيكيين المغاربة الذين ينتقلون إلى المغرب غير واضحة، مجلس الجالية المغربية بالخارج لا يمتلك بيانات دقيقة حول هذا الموضوع، حيث أن البلجيكيين المغاربة يحملون جنسيتين ويمكنهم العودة إلى المغرب دون الحاجة للتسجيل.
ومع ذلك، فإن النقاش حول هذه الظاهرة يتزايد، مما يشير إلى أن العودة إلى المغرب قد تصبح أكثر شيوعًا في المستقبل القريب، هذا التحول في مسار الحياة يسلط الضوء على تزايد أهمية المغرب كوجهة اقتصادية وجغرافية في حياة الجيل الجديد من البلجيكيين المغاربة.