علوم و تكنولوجيا

مخاوف بين صناع المحتوى الفني من «الروبوتات الشريرة والذكاء الاصطناعي»

بلجيكا 24- هل سيكون Netflix في المستقبل ذكاءً اصطناعيًا سنقدم له عرضًا تقديميًا سينتج عنه فيلمًا في ربع الوقت؟!

تخيل نفسك عدت للتو إلى منزلك، وتجلس على مقعدك وتطلب من البرنامج إنتاج فيلم أبطاله “جنود نباتيين” يعودون بك إلى الماضي القريب البعيد لإقناع «أدولف هتلر» بالمثابرة في الفن بدلاً من الاشتراكية القومية.

في غضون دقائق قليلة ، ينشئ البرنامج حوارات ، وينتج صورًا وموسيقى تصويرية قبل تنسيق كل شيء على شكل شريط سمعي بصري طويل مخصص للترفيه عنك لمدة 90 دقيقة.

Advertisements

ويبدو الوضع اليوم وكأنه خيال علمي ، لكن يمكن أن يحدث بسهولة في غضون سنوات قليلة. فمع التطبيقات التي تستخدم النماذج التوليدية مثل GPT-3 و DALL·E 2 و Imagen و Copilot ، يمكننا الآن إنتاج صورة مفاهيمية أو موسيقى أو نص فلسفي في ثوانٍ.

وبشكل مشروع، يبدو ان الأمر يثير قلق العمال في القطاع الفني. على مدار الأسابيع القليلة الأخيرة ، على سبيل المثال ، شهدنا ظهور حركات احتجاجية على شبكة الإنترنت ضد صناع المحتوى الفني اصحاب نصيب الأسد من الإنتاج الفني على شبكة الإنترنت دون القلق بشأن قضايا حقوق النشر.

وكما هو متوقع، ستمر العديد من الصناعات بمرحلة من الاستجواب والتي ستؤدي في نهاية المطاف وبالتأكيد إلى حالات تسريح جماعي للعمال.

وعندما تسأل أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي تلك، فإن الهدف الأخير هو أن يكون مطمئنًا. “من الممكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل مهام ومهن معينة ، ولكن من الممكن أيضًا أن يخلقوا فرص عمل جديدة من خلال أتمتة بعض المهام الشاقة. في الواقع ، تتعامل أنظمة الذكاء الاصطناعي بالفعل مع لغة الخشب بشكل أفضل من سياسيينا…

هل الذكاء الاصطناعي ممكن أن يكون مدمرًا فعلًا؟
هناك العديد من التجارب المهمة التي أُجريت باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل: حرب أوكرانيا التي استخدمته فيها مدينة كييف لتكييف الدرونز على تمييز الآليات الروسية، وتم تصنيفها باعتبارها كارت تعريف بمستقبل حرب تقودها الآلات.

لكن أخطر تجربة على الإطلاق هي ما تقوم بها الحكومة السويسرية، حيث تمتلك معمل متقدم جدًا اسمه سبيز. وهو معمل متخصص في أكثر من مجال، منها: السموم القاتلة، والأمراض المعدية، كما طور منصة ميجا سين لاستكشاف الأدوية الجديدة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

تعمل منصة ميجا سين على توفير قاعدة بيانات ضخمة للذكاء الاصطناعي؛ لمساعدته على ربط وتحليل البيانات المتاحة لإبتكار أفكار لأدوية جديدة. كما تضع المنصة مجموعة معايير أخلاقية يعمل وفقًا لها.

في نهاية 2021 خفف الباحثون بعض القيود عن الذكاء الاصطناعي على سبيل التجربة، كانت النتيجة أنه أنتج 40 ألف تصميم لمجموعة قياسية من الأسلحة البيولوجية القاتلة.

حتى تلك اللحظة فنحن نتحدث عن آلات خاضعة لإدارة بشرية. لكن تجربة موظف جوجل كانت مختلفة قليلًا، الذي أخبر الجميع أن روبوت لامادا استطاع أن يطور وعي شبيه بالوعي البشري، وبالتالي قد يرفض تنفيذ الأوامر في المستقبل.

هل يمكن أن يرفض الذكاء الاصطناعي تنفيذ الأوامر؟
باختصار، الذكاء الاصطناعي هو تعليم الآلة كيفية تقليد قدرات العقل البشري وآلية عمله، كيفية قراءة البيانات بشكل دقيق، وتحليلها، والتعلم من نتائجها، ثم تطوير استنتاجات مبنية على تلك النتائج، وفي النهاية استخدام كل البيانات في تطوير ردود فعل.

بمعنًى آخر، أنت تعلِّم الآلة أن تتصرف بذكاء دون تدخل بشري، سعيًا لإعادة بناء قدرات مماثلة لتلك التي يملكها العقل البشري، بمعنًى ثالث، أن تمنح الآلة مفتاح القرار.

هل يظل الإنسان هو المتحكم الأول في الذكاء الاصطناعي؟
ينقسم الذكاء الاصطناعي إلى مستويين:
المستوى الأول: هو ما يُطلق عليه الذكاء الاصطناعي الضيق أو الضعيف. ومهمته الأساسية هي تنفيذ مهام محددة ومحدودة.

المستوى الثاني: هو المستوى الأخطر والأعلى والذي يُطلق عليه اسم الذكاء الاصطناعي العام، وقد حذر منه ستيفن هوكينج وإيلون ماسك؛ لأن بالوصول لهذه المرحلة الآلة ستتفوق على البشر في كل المهام المعرفية تقريبًا.

هل يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر؟
يسعى الباحثون لإبقاء الآلات تحت السيطرة بقدر الإمكان.

بعض أنظمة تأمين الذكاء الاصطناعي تتضمن تصميمات تجعل من الصعب إيقافه بشريًا؛ حتى لا يسهل اختراقه والسيطرة عليه. وبالتالي قد يصل المصمم نفسه في مرحلةٍ ما إلى فقدان السيطرة على الآلة، آنذاك ستمتلك الآلة ما يكفي من البيانات للتعامل مع مختلف المواقف بدون توجيه بشري.

وبما إن البرمجة الأصلية قائمة على توجيه الآللات للبحث عن أقصر الطرق لتحقيق المهمة، ففي غياب التدخل البشري سيبحث عن الطريق المختصر بغض النظر عن الآثار الجانبية. وإن حدث أي تدخل بشري؛ ستعتبره الآلة تهديد ولابد من تدميره دون تردد لتحقيق مهمتها.

هل وعي الآلات الذي حذر منه موظف جوجل حقيقي؟
في الواقع، لا تحتاج الآلات لوعي لفرض سيطرتها، لكنها تحتاج أن تعمل بكفاءة تجعلها قادرة على تنفيذ الهدف مهما كان الثمن.

سيكون الأمر مرعبًا إذا افترضنا أن آراء إيلون ماسك وغيره من الباحثين صحيحة فيما يتعلق باحتمالية الوصول لمستوى الآلات الفائق أو الذكاء العام.

على الجانب الآخر، هناك بعض الباحثين يؤكدون على إن الذكاء البشري سيظل هو المسيطر الأول، والآلة ستظل آلة في النهاية. بالتالي تظل الأمور تحت سيطرة الباحث الذي يمنح الآلة الأوامر والقوانين، ومعايير الأمان التي تمنع الآلة من تجاوز الحدود المسموح بها.

المصدر: بلجيكا 24 + وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock