فيروس غرب النيل يُثير قلقًا في فرنسا ومناطق أخرى
بلجيكا 24- في أوائل شهر أغسطس، أثيرت مخاوف جديدة في فرنسا بسبب تزايد حالات الإصابة بفيروس غرب النيل.
ويشير معهد باستير البارز في مجال الصحة إلى أن هذا الفيروس قد أصبح منتشراً في جميع أنحاء العالم منذ اكتشافه لأول مرة، حيث تم رصد حالات إصابة على مختلف القارات.
وتُظهر التقارير الصادرة مؤخراً أن الفيروس بات “مستوطناً” على حواف البحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد في أوروبا الوسطى وأمريكا الشمالية.
ويعتبر البعوض هو الوسيلة الرئيسية لنقل هذا الفيروس من الطيور إلى الإنسان. وبالرغم من ارتفاع الإصابات في السنوات الأخيرة، إلا أن خطر تفشي الفيروس على نطاق واسع يبقى منخفضاً نسبياً. إنما تلك الحالات التي تم رصدها تعد حالات متفرقة وليست مؤشراً على وجود تفشي كبير.
وعلى سبيل المثال، على الرغم من وجود نوع من البعوض المنقل للفيروس في بلجيكا، إلا أنه لم تسجل حتى الآن أي حالات إصابة.
عالم الفيروسات، ستيفن فان جوشت، يوضح أن “الفيروس ينتشر بشكل أكبر في مناطق جنوب أوروبا وأيضاً في المناطق الشرقية مثل المجر ورومانيا وحتى اليونان”.
وتشبه أعراض الإصابة بفيروس غرب النيل بشكل عام أعراض مرض شبيه بالإنفلونزا، ولكنها قد تصاحبها في بعض الحالات طفح جلدي. ورغم أن نسبة الإصابات المعقدة بمضاعفات عصبية تبلغ أقل من 1%، إلا أنه يمكن للمضاعفات العصبية أن تكون خطيرة خاصة في حالات الأفراد الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
مع تفاقم الوضع البيئي وتغير نمط الحياة، يجب على الجميع أن يبذلوا جهوداً لتعزيز الوعي بأمراض البعوض المنقولة واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وتشمل هذه الاحتياطات استخدام مبيدات البعوض، وارتداء ملابس تغطي الجلد في المناطق المعرضة، وتفقد وتنظيف الأماكن التي يمكن أن تكون مواطناً لتكاثر البعوض.
بإشراك المجتمع والسلطات الصحية المختصة، يمكن للمجتمع الدولي مواجهة هذه التحديات الصحية بفاعلية، والعمل سوياً للحد من انتشار هذا الفيروس ومراقبة تطورات الوضع عن كثب.
معلومة عامة
فيروس غرب النيل (WNV) هو فيروس منقول بالمفصليات حيواني المنشأ ينقله البعوض وينتمي إلى جنس الفيروس المصفر (Flavivirus) ضمن فصيلة الفيروسات المصفرة.
ويوجد هذا الفيروس المصفر في المناطق المعتدلة والاستوائية من العالم. وقد تم اكتشافه لأول مرة في منطقة غرب النيل الفرعية في دولة أوغندا في شرق أفريقيا عام 1937.
وقبل منتصف التسعينيات من القرن العشرين، ظهر مرض فيروس غرب النيل بشكل متقطع فقط، وكان يشكل خطورة بسيطة على البشر، إلى أن تفشى في الجزائر عام 1994 مع وقوع حالات إصابة بالتهاب الدماغ الناتج عن فيروس غرب النيل، وكان أول تفشي كبير للمرض في رومانيا في عام 1996 مع إصابة عدد كبير من الحالات بـمرض غزوي العصب.
وقد انتشر فيروس غرب النيل الآن على مستوى العالم، حيث تم اكتشاف أول حالة في نصف الأرض الغربي في مدينة نيويورك في عام 1999؛ وعلى مدار السنوات الخمس التالية لذلك، انتشر الفيروس عبر الولايات الأمريكية ال48 المتجاورة، وشمالاً إلى كندا ونحو الجنوب إلى جزر الكاريبي وأمريكا اللاتينية.
كما انتشر فيروس غرب النيل في أوروبا فيما وراء حوض البحر الأبيض المتوسط [تم اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس مؤخرًا في عام 2012 في إيطاليا]. ويعتبر فيروس غرب النيل الآن ممراض متوطن في إفريقيا وآسيا وأستراليا والشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة، التي تعرضت في عام 2012 لواحد من أسوأ الأوبئة. ويكيبيديا.
