بعد مآسي عام 2022: توجيه نداء لحماية العاملين الإنسانيين والصحيين
بلجيكا 24- مرّ عام 2022 وأثرى سجل الأحداث العالمية بتطورات مهمة في مختلف المجالات، إلا أنه كان عامًا مميتًا بشكل خاص للعاملين في المجال الإنساني والصحي حول العالم.
في تقرير مشترك نُشر بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، والذي يأتي بتاريخ 19 أغسطس، أظهرت منظمة هانديكاب إنترناشيونال بالاشتراك مع أطباء العالم ومنظمة العمل ضد الجوع مدى التحديات التي يواجهها هؤلاء العاملون وأهمية الحفاظ على سلامتهم.
دعت هذه المنظمات الثلاث الجهات المانحة الدولية إلى أن تكون سلامة العاملين في المجال الإنساني والصحي في مقدمة اهتماماتها عند تخصيص التمويل للمشاريع والمنظمات. كما طالبت الدول بالتأكيد على احترام القوانين الدولية الإنسانية والمبادئ الإنسانية، وذلك لضمان بيئة آمنة ومحمية للعاملين في هذه المجالات الحيوية.
للأسف، شهد عام 2022 تزايدًا ملحوظًا في هجمات العنف ضد عمال الإغاثة، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 439 هجومًا، أسفرت عن وفاة 115 شخصًا على الأقل، وهذه الأرقام تعكس واقعًا مأساويًا يجب التصدي له.
العاملون في مجال الرعاية الصحية كانوا أيضًا ضحايا للهجمات، حيث فقد 232 منهم حياتهم خلال ما يقرب من 2000 هجمة على منشآت الرعاية الصحية أو على المهنيين.
تلك الأرقام تجعل عام 2022 أكثر الأعوام عنفًا ضد العاملين في هذين المجالين خلال العقد الماضي.
والجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من ضحايا هذه الهجمات هم من الفاعلين المحليين، وهم الذين يقدمون الجهد الأكبر في الظروف الصعبة ولكنهم غالبًا ما يفتقرون للدعم الكافي والموارد اللازمة لحماية أنفسهم. لذا فإنه من واجب المانحين والشركاء الدوليين تقديم الدعم وتخصيص الموارد لضمان سلامتهم وحمايتهم.
في ظل التحديات المعقدة التي تواجهها المجتمعات، يعمل العاملون في المجال الإنساني والصحي في سياقات أكثر خطورة من أي وقت مضى. تلك الجهود الباسلة تمثل الأمل لملايين الأشخاص الذين يعانون من الصراعات والكوارث، ولكنها تواجه تهديدات حقيقية من الهجمات التي قد تعرقل وصول المساعدات إلى من يحتاجونها بشدة.
وختم جان بيير ديلوميه، نائب مدير العمليات الدولية في منظمة هانديكاب إنترناشيونال، تلك الحاجة الملحة بالقول: “إن دعمنا لهؤلاء العاملين يمثل استثمارًا في إنسانيتنا جميعًا، ويجب أن نضمن بأنهم يعملون في بيئة آمنة ومستدامة”.
