بارت دي فيفر: “بلجيكا الناطقة بالفرنسية ليست بأي حال من الأحوال محصنة ضد جنون الاستيقاظ” (فيديو)
بلجيكا 24- بارت دي فيفر، زعيم الحزب القومي الفلمنكي N-VA والذي بات صاحب الكتاب الأكثر مبيعًا بعنوان “Woke” ، أطلق تحذيرًا حول مخاطر “الووكيسم” في بلجيكا الناطقة بالفرنسية.
يوم الأربعاء، بدأ الكتاب بالتوافر في الاسواق، ومع ذلك، يشير دي فيفر إلى أن هذا الموضوع لم يتم تناوله بشكل كافٍ في وسائل الإعلام بلجيكية.
في رسالة نشرها على إنستغرام، يؤكد دي فيفر أن القضية ليست فقط عن الكونفدرالية التي يتحدث عنها، بل أيضًا عن الووكيسم. يصفه بأنه “شكل من أشكال الفصل العنصري”، ويعتبره آفةً تهدد مجتمعاتنا.
دي فيفر يرى أن الووكيون يعتقدون أنهم مستنيرين ولديهم الحقيقة، ولكن في الواقع، يقسمون المجتمع ويزعمون تفوقًا أخلاقيًا. يدعو الزعيم القومي إلى التسامح ووقف الاستقطاب والعنصرية المعادية للغرب التي يغذيها الووكيسم.
الووكيسم، والذي يعرفه دي فيفر بأنه “شكل من أشكال الفصل العنصري”، يتناوله الكاتب بتفصيل في كتابه، مشيرًا إلى حالات معينة في الجامعات، مثل فصل أستاذة بسبب عرضها لصورة من القرون الوسطى للنبي محمد. هذه الحالات تسلط الضوء على تأثير الووكيسم على الحرية الأكاديمية.
دي فيفر يؤكد أهمية مناقشة هذا الموضوع في بلجيكا الناطقة بالفرنسية، ويشير إلى أن النقاش حول الووكيسم في فرنسا متاح أكثر. يطمح إلى تحويل المرآة ضد الووكيون وفتح نقاش مفتوح حول هذه الظاهرة.
بالنسبة لدي فيفر ، الووكيسم ليس حركة تحرر بل حركة انتقام، وهو يدعو الجميع إلى أن يكونوا “مستيقظين ويقظين” في مواجهة هذه الحركة.
إن هذا الكتاب وتحذير دي فيفر يضعان موضوع الووكيسم في واجهة النقاش في بلجيكا الناطقة بالفرنسية، ويسلطان الضوء على التحديات والمخاطر التي تنطوي عليها هذه الظاهرة في المجتمع البلجيكي.
معلومة عن الووكيسم (غير مؤكدة)
كلمة woke بالإنكليزية، تعني “مستيقظ” أو متنبّه، بمعنى أنّه شخص واعٍ للمظالم التي عليه محاربتها وناشط في مقاومة الهيمنة خصوصًا تلك التي لها علاقة بالعدالة الإجتماعية والعدالة العُرقية بحسب قاموس ميريام-وبستر .
بدأ استعمال هذا المصطلح منذ خمسينيات القرن الماضي من قبل ناشطين سود في الولايات المتحدة دفاعًا عن حقوقهم ، ثم انتشر سريعًا ابتداءً من سنة 2010 للإشارة إلى الحركات الجديدة المناهضة التي خرجت من الأوساط الجامعية في الولايات المتحدّة الأمريكية.
كما ساهمت أيضًا في انتشاره حركة Black Lives Matter في كاليفورنيا سنة 2014 بعد مقتل الشاب الأسود “مايكل براون” على يد الشرطي الأبيض “دارين ويلسون”، ثم استعمل بشكلٍ أوسع كشعار ضدّ التمييز العنصري واضطهاد الُمثليين والأقليات الجنسية والمهاجرين ومن هم من المهمّشين بشكل عام . وصل إلى فرنسا حوالي سنة 2020 ومذاك وهو في تمدّدٍ دائم.
للوهلة الأولى، تبدو هذه الموجة السياسية متعطّشة للعدالة والمساواة ورفض العنصرية بكلّ أشكالها، محاربة العبودية، كشف أضرار الرهاب، وما شابه، لكن مع مرور الوقت أفرغ “المستيقظون” معنى كلمة ووك تدريجيًا لتصبح نهجًا سطحيًا فارغًا ولتأخذ منحى منحرفًا.
ثورة اللاعقلانية وإلغاء الثقافات
يرى البعض مثل الصحافي “فيفيان فرغنو” Vivien Vergnaud أنّ مصطلح Wokisme يستعمل في السياسة لوصف الأخصام السياسيين الذين هم عادة من اليساريين. وهو يشير كذلك إلى إيديولوجية تعادي الثقافة Cancel Culture
فيما يرى البعض الآخر أن هذه الحركة عبارة عن ثورة ثقافية في تمدّد كما يقول الصحافي برايس كوتوريه Brice Couturier وقد نجحت في التسلّل إلى كلّ نواحي الحياة اليومية كالسياسة، التعليم، الشركات والإعلانات التجارية وغيرها.
