أبواب الإرهاب في بروكسل: الرحلة المعقدة لــ “عبد السلام الأسود إلى أوروبا”
بلجيكا 24- عندما نتحدث عن الجرائم الإرهابية وتحركات المشتبه بهم، يصبح من الضروري التفكير في كافة التفاصيل المتاحة للفهم الدقيق للأحداث والقرارات التي أدت إلى الهجوم الإرهابي الذي هز بروكسل. واكتشاف ماضي المشتبه به، عبد السلام الأسود، يمكن أن يساعد في تفسير الأحداث والتحديات التي تواجهها أوروبا في مواجهة التطرف.
بدأت رحلة عبد السلام الأسود في السويد، حيث تم اعتقاله بتهمة حيازة وتجارة المخدرات. كان يُعتقد أنه مدمن على المخدرات وأدلى بمعلومات متضاربة حول هويته. لكن المحكمة قررت ترحيله إلى إيطاليا بموجب اتفاق دبلن. هناك، أدين بالسجن لمدة عامين وشهرين بتهم مخدرات خطيرة. تم تصويره كمواطن تونسي يتحدث العربية، وقد عاش في منطقة جوتنبرج في السويد.
عبد السلام الأسود أدعى أنه اشترى الكوكايين بسبب إدمانه، ولكن المحكمة اعتبرت الجريمة خطيرة وأدين بالسجن وتم ترحيله ومنعه من العودة إلى السويد لمدة عشر سنوات.
بعد ذلك، حاول الأسود العثور على مأوى في النرويج ولكن طلبه تم رفضه وأعيد إلى إيطاليا. من هناك، عاد إلى السويد ثم إلى بولونيا حيث قدم طلبًا للحصول على اللجوء. تم رفض طلبه وتم إعادته إلى وطنه.
من خلال فحص ملفه الشخصي على الفيسبوك يظهر أنه زار بلجيكا عدة مرات بدءًا من عام 2014. هذه المعلومات تثير تساؤلات حول الأنشطة التي قام بها في بلدنا وما إذا كانت لها علاقة بأحداث بروكسل.
في عام 2016، ذكرت وسائل إعلام إيطالية أن شرطة بلادهم قد حددت بالفعل ملف المخاطر المثير للقلق للجهادي المشتبه به، وأبلغت أوروبا بأكملها. ووصفت أن “التونسي كان سيبدأ عملية التطرف مع الرغبة في الانضمام إلى داعش لمواصلة الجهاد”. كما أنه ينوي “الحصول على سلاح ناري لارتكاب أعمال غير مشروعة ضد المسيحيين واليهود”.
والأخطر من ذلك، كما كتبت صحيفة “الجورنالي” الايطالية، أن عبد السلام الأسود كان يدعي أنه كان على اتصال بشخص معين… وهو “صلاح عبد السلام”! ، وفي بلجيكا كان التونسي قد أجرى اتصالات مع عناصر البيئة الأصولية حتى قبل وصوله إلى بولونيا”.بحسب الصحيفة.
القضية تأخذ منحىً خطيرًا ومعقدًا وتتطلب متابعة دقيقة للمعلومات والتفاصيل. عبد السلام الأسود يشكل مثالًا على تحديات مكافحة الإرهاب وضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة هذه التهديدات.
والباقي يعرفه القاصي والداني….
