مقالات وتحقيقات

هجرة العقول العربية واثارها على اوربا

بقلم:زينة المياحي
هجرة العقول هو مصطلح يطلق على هجرة العلماء والمتخصصين في مختلف فروع العلم من بلدهم الأصلي إلى آخر طلباً لرواتب أعلى أو التماساً لأحوال معيشية أو فكرية أفضل.
ويسهِم الوطن العربي في ثلث هِجرة الكفاءات من البلدان النامية.
حيث إن 40% من الأطباء ، و23% من المُهندسين و 15% من مجموع الكفاءات الاخرى في الدول الأوروبية من أصول عربية و آسيوية .
و يشكل الأطباء العرب في بريطانيا  وحدها 34% من مجموع الأطباء فيها.
كما إن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون الى بلدانهم. هجرة العقول العربية إلى الدول الأوروبية والأجنبية سببها عوامل عديدة.
إلى جانب العوامل الاقتصادية هناك عوامل اجتماعية وثقافية ورغبة الكثير من الطلاب فى الوطن العربى الى الاستقرار فى الدول التى تلقوا تعليمهم فيها .
كما أن ما تقدمه الدول المتقدمة من تسهيلات للكفاءات المهاجرة من الشباب العربى يشجع على الاستقرار بالخارج .
فضلا عن الزواج من اجنبيات في البلدان نفسها .
وإذا أضفنا إلى ذلك سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
ونقص الإمكانيات والبيرقراطية في الدول النامية السبب الأساسي فى طرد العقول إلى الخارج .
كما أنه يمكننا القول إن تدفق الكفاءات والعقول الفكرية إلى الدول المتقدمة هو أحد أثار التقسيم الدولى للعمل .
والنظام الاقتصادى العالمى غير المتكافئ .
ويعمل هذا التدفق أو النزيف للعقول على إثراء ما لدى البلدان المتقدمة من عوامل إنتاج دون أن تتحمل هذه الأخيرة أية تكلفة .
وإذا كانت الهجرة تؤدى إلى كسب فى الدخل بالنسبة للمهاجر فإنها تؤدى فى المقابل إلى خسارة فى الدخل بالنسبة لبلد المنشأ .
إن هجرة العقول الموهوبة والتى يضاف إليها أصحاب المؤهلات الرفيعة العليا الدكتوراة ، الدبلومات فى مواد التخصص .
تعد خسارة تنموية على المكان الذى هاجرت منه .
ومكسبا تنمويا للمكان الذى استحسنت أن تقيم فيه .
وتحتضن الدول الغربية فى أوروبا وأمريكا حاليا ملايين العرب من حملة الشهادات والمؤهلات العليا.
وأن هذه الدول هى المستفيدة الأولى من الأبحاث العلمية والتكنولوجية لبعض العلماء والمثقفين العرب.
وهو الأمر الذى انعكس على التطور العلمى المتزايد الذى يشهده الغرب.
استنادا إلى التقرير العلمى  لليونسكو الذى ذكر أن نسبة مجموع براءات الاختراع التكنولوجى فى العالم
كانت فى أوروبا الغربية و(33.4%) فى أمريكا الشمالية و(16.6%) فى اليابان والدول الصناعية الجديدة .
بينما لاسف لكان نصيب الدول العربية ضئيلا  ولايذكرمن براءات الاختراع التكنولوجى.
الامم العاقلة والمتطورة تكسب وتستثمر بعقول فطاحلتها وتسخر كل امكانياتها لاجلهم للنهوض بواقعها في جميع الميادين وهذا لاينطبق على بلداننا العربية حيث انها تسعى وبكل ما تملك من قوة الى طرد عقولها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock