اخبار بلجيكا

مبادرة شبابية للوصول إلى “إسلام بلجيكي” في مواجهة الإسلام المتطرف

نشرت صحيفة “لا ليبر” البلجيكية مبادرة، للحد من تنامي الإسلام المتشدد، أطلقها أربعة شبان بلجيكيين وهم : إسماعيل سعيدي (مؤلف كتاب الجهاد)، وتوفيق صحيح (معلم ومؤسس مركز أبحاث الفكر الإسلامي في بلجيكا)، وزهرة أونايدين (طبيبة)، وميشال بريفو (باحث إسلامي ومدير الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية). تشمل هذه المبادرة عشر مقترحات للوصول إلى “إسلام بلجيكي” في مواجهة الإسلام المتطرف.

المبادرة الأولى : تقنين وبناء المساجد بدعم من السلطات البلجيكية وبالتشاور مع الكيانات الممثلة للمسلمين ومنع افتتاح مساجد جديدة لحين وضع خريطة لكل مدينة وعدد المسلمين بها، إقامة مساجد جديدة فقط  في المناطق ذات الكثافة السكانية المسلمة العالية والتي لا يوجد بها مساجد.

المبادرة الثانية : اعتراف الدولة بالمساجد الموجودة في غضون خمس سنوات القادمة، مرهون بتقديم كل مسجد لكشف مفصل عن مصادر تمويله وحساباته وودائعه مثله مثل أي مؤسسة بلجيكية، وفي المقابل يكون لكل مسجد حقوق على الدولة، على أن يتم غلق المسجد الذي لم يلتزم بتقديم هذا الكشف من قبل السلطات البلجيكية.

Advertisements

المبادرة الثالثة : مساهمة الدولة البلجيكية في تمويل الأعمال اللازمة للسلامة والنظافة في المساجد وتوفير الطاقة وتخصيص أماكن خاصة بذوي الإعاقات، ومناقشة السلطات المختصة لميزانية كل .

المبادرة  الرابعة : ملائمة لغة خطب الجمعة للغة المنطقة المتواجد بها المسجد فمن غير المقبول أن لا يستخدم أئمة المساجد اللغة الوطنية بعد أكثر من 50 عامًا من تواجد المسلمين في بلجيكا، بالإضافة إلى تمكين الأئمة المعترف بهم من دورات لتنمية مهاراتهم ومعرفتهم.

ويجب ان يخصص لكل مسجد موقع إلكتروني خاص به يبث مباشرة خطب الجمعة من المسجد حتى تكون في متناول كل من تعذر عليه حضور الصلاة، مع إتاحتها لكل شخص مهتم بالمجال الديني، مما سيدفع بالإمام إلى تحسين مستوى وجودة خطبه.

المبادرة الخامسة : يُشترط في الأئمة أن يكونوا من حاملي الشهادات العليا أو ما يعادلها في المجالات المرتبطة  بوظائفهم.  مع وقف تعيين كل إمام “مستورد” من خارج بلجيكا إلى أن يجتاز العديد من الدورات التدريبية التي تؤهله للتعامل مع المجتمع البلجيكي وأن يجتاز الدورات الخاصة في اللغة الوطنية.

المبادرة السادسة :  تنفيذ مشروع “المسجد القائد” في كل منطقة بحيث يكون لهذا المسجد دور من خلال محاضرات يقوم عليها متخصصون ببث الفكر السلمي وقيم المساواة ويعمل على بث فكرة التعايش بين المسلمين والمجتمع الأوروبي.

المبادرة السابعة : يجب على “المجلس التنفيذي لمسلمي بلجيكا” (الممثل الرسمي لمسلمي بلجيكا) أن يعتمد ميثاقا داخليا يمثل جميع الاتجاهات المذهبية داخل الأقلية المسلمة ببلجيكا سواء المذهب الحنفي أو المالكي بحيث يكون مرجعية لكافة المسلمين في بلجيكا على الرغم من اختلافاتهم وتنوعاتهم.

المبادرة ا لثامنة :  سد النقض الحاصل في السوق البلجيكية من حيث  الكتب والدراسات الخاصة بالعلوم الإسلامية المعاصرة منها أو القديمة وذلك بأن تخصص الوزارة البلجيكية الخاصة بالشؤون الدينية صندوقا لإعادة ترجمة هذه الكتب والدراسات.

المبادرة التاسعة : التعاون والتبادل الدولي بين المؤسسات الأكاديمية  الإسلامية وبين المساجد كالتعاون مع جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية بـاندونيسيا و كلية “الزيتونة” في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق تمويل برامج وتعزيز تطور الفكر الإسلامي المعاصر.

المبادرة العاشرة : بناء الشعور بالهوية الانتماء المشترك من خلال خلق حصص للمواطنة يدرس من خلالها تاريخ الأديان باعتبارها مهمة لتنمية فكرة التعايش.

وقد تحدث مؤسس مركز أبحاث الفكر الإسلامي في بلجيكا السيد توفيق صحيح عن المبادرة لصحيفة “لا ليبر” البلجيكية قائلا : ” منذ الهجمات التي تعرضت لها فرنسا في يناير الماضي، وانعكاسات ذلك على المجتمع البلجيكي، ونحن نتطلع لأن يسود مناخ طبيعي.. بلجيكا فعلت الكثير لفصل الإسلام عن الإرهاب ويجب أن نتعاون معهم”.

في حين قال الباحث الإسلامي ميشال بريفو لنفس الصحيفة : “الأمور سيئة وستزداد سوءًا .. نتمنى من خلال المبادرة التي قدمناها أن نمنع انزلاق الشباب البلجيكي المسلم من الانصياع لفكر إسلامي متشدد، نحن نحب ديننا، نجد أنه دين جميل، ولكن يجب أن يتم الحفاظ عليه من الفكر الراكد الذي أصبح عليه بسبب بعض المنتسبين له”. وأضاف أيضا : “الجميع يعرف أننا كجيل جديد من المهاجرين الذين ولدوا على أرض بلجيكا نناضل من أجل التأكيد على هويتنا الإسلامية في سياق دولي صعب”.

وقال إسماعيل سعيدي، مؤلف كتاب “الجهاد”، للصحيفة البلجيكية : “الشباب المسلم متعطش للتعرف على الكثير عن دينه، لكن المساجد ليست قادرة على الاستجابة.. للأسف خطبائها غير ذي صلة بالسياق البلجيكي”.

ويبلغ عدد المسلمين في بلجيكا حوالي 600 ألف مسلم ما بين سنة وشيعة ومذاهب أخرى بنسبة تُقدر بـ 6% من إجمالي السكان، ومعظمهم من المنتمين إلى الجالية القادمة من البلدان الإسلامية؛ وتحديدا من المغرب وتركيا وألبانيا إلى جانب جنسيات أخرى.

Belg24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock