ثقافة

الباحث الأمريكي بيتز يقول إن اللغة المشتركة في زمن السلم هي لغة حقوق الإنسان

يصل الباحث الأمريكي تشارلز بيتز في كتاب له عن حقوق الإنسان إلى نتيجة هي أن هذه الحقوق أضحت واقعا عالميا كما اصبحت اللغة المشتركة للخطاب العالمي في أزمنة السلام.

إلا انه أضاف يقول أنه مع ذلك فهناك أنواع من الشكوك التي تثار إزاء موضوع حقوق الإنسان.

كان الدكتور تشارلز .آر. بيتز خريج جامعة برنستون الأمريكية والاستاذ في جامعات أمريكية أخرى يتحدث في كتابه (فكرة حقوق الإنسان) الذي ترجمه إلى اللغة العربية المترجم المصري شوقي جلال مقرر لجنة الترجمة في المجلس الاعلى للثقافة في القاهرة.

Advertisements

الكتاب ورد ضمن سلسلة (عالم المعرفة) التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. وقد جاء في 311 صفحة متوسطة القطع.

وقد ورد الكتاب في ثمانية فصول بينها تمهيد وخاتمة بالإضافة إلى ثبت اعلام ومختصرات وهوامش وبيبليوجرافيا أو ثبت بالمراجع.

بعد (تصدير) وفي الفصل الأول الذي اعتبره الكاتب تمهيدا قال “مبدأ حقوق الإنسان هو التعبير المحكم في الاخلاقيات العامة للسياسة العالمية عن الفكرة القائلة ان كل شخص هو موضوع اهتمام كوكبي (عالمي).

“ليس مهما الموقع الجغرافي للشخص أو الفصيل السياسي أو الفريق الاجتماعي الذي ينتمي إليه إذ كل امرىء له حقوق إنسانية وعليه مسؤوليات حماية واحترام هذه الحقوق. الأمر الذي من شأنه أن يتسع ويمتد عبر الحدود السياسية والاجتماعية.

“ويمثل انتشار وذيوع هذه الفكرة أحد أهم واعظم عناصر تراث الحرب العالمية الثانية. ولنا أن نقول اقتداء بعبارة ريتشارد رورتي الباحث الأمريكي في كتابه (حقوق الإنسان) لقد اصبحت حقوق الإنسان واقعا عالميا بحيث بلغ مداها وتأثيرها حدا يثير دهشة من صاغوا إطار المشروع الدولي لحقوق الإنسان.”

أضاف بيتز يقول “واليوم إذا امكن القول ان الخطاب العام للمجتمع الكوكبي في زمن السلم اضحت له لغة مشتركة فإن هذه اللغة هي لغة حقوق الإنسان.”

وتابع يقول عن هذا الامر في (خاتمة) الكتاب “كان من اهم العناصر الطموحة لاستقرار الوضع وإنهاء الحرب العالمية الثانية الحظر القانوني للحرب العدوانية وتأسيس إطار مؤسسي للأمن الجماعي وصياغة مبدأ لحقوق الإنسان الدولية. وصيغ المبدأ على مراحل في صورة سلسلة من التعهدات والاتفاقات الدولية التي تحدد معايير ممارسة كوكبية تزداد احكاما وتفصيلا باطراد.”

وأضاف “نحن الآن نفهم حقوق الإنسان على نحو أفضل باعتبارها عامة شاملة وليست تعبيرا لحظيا عن هذه الفكرة أو تلك حال تلقينا اياها. ان حقوق الإنسان هي المعايير المتكاملة في اتساق للممارسة الكوكبية. هدفها حماية الافراد ضد الاخطار التي تتهدد أهم مصالحهم الناجمة عن تصرفات أو اهمال حكوماتهم (بما في ذلك الفشل في تنظيم سلوك القوى الأخرى).

“وهدف الممارسة هو السعي إلى انجاز هذه الغاية عن طريق وضع هذه الجوانب من السلوك المحلي للحكومات ضمن نطاق الاهتمام الدولي الشرعي. ويمكن وصف حقوق الإنسان في ضوء هذا بأنها ملحق مكمل ومصحح لنظام سياسي عالمي مؤلف من دول مستقلة.”

وتناول في الفصل الأول أمرا هو كما قال “خطاب حقوق الإنسان يستثير انواعا مختلفة من نزعة الشك.”

وقال “خطاب وممارسة حقوق الإنسان يمكن … ان يثيرا نزعة شك معوقة حتى بين صفوف المعجبين بافكارها الحافزة وانا لا اعني هنا نزعة الشك المتطرفة المتمثلة في الرفض الشامل للاسس الاخلاقية … انني اعني نزعة شك بشأن حقوق الإنسان التي يمكن أن يلتزم بها في صورة أو أخرى حتى اولئك الذين لم يغتربوا عن القواعد الاخلاقية بعامة والقواعد الاخلاقية السياسية الكوكبية بخاصة.

“وقوام هذا النوع من الشك النظر باستخفاف إلى حقوق الإنسان باعتبارها اسسا للعمل السياسي.”

ومن ذلك أيضا “التباس نطاق الاهتمامات التي تحميها حقوق الإنسان وتعذر النظر إلى مبدأ حقوق الإنسان المعاصر باعتباره كونيا شاملا للعالم…

“تتبدى نظرة الشك إزاء حقوق الإنسان في صور كثيرة. يعتقد بعض الفلاسفة أنها جزء من فكرة أن الحق ينبغي أن تتوافر له آلية ما من أجل إنفاذه ووضعه موضع التطبيق. بيد أن ممارسة حقوق الإنسان الدولية تفتقر بشكل فاضح إلى قدرة دائمة على إنفاذ وفرض كثير من حقوق الإنسان المبينة في المعاهدات الكبرى. كذلك فإنه حتى في حالة توافر القدرة التنفيذية فإن تطبيقها يجري انتقائيا بل في الاغلب يتم بشكل فيه اكراه لتلك الدولة المستخدمة ضدها ويزيد الطين بلة عدم وضوح كيفية تصورنا لمعنى (الاكراه) في التنفيذ يالنسبة إلى بعض الشروط التي يتطلبها مبدأ حقوق الإنسان.”

وكالات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock