اخبار اوروبا

وزير فرنسي يدعو إلى إبعاد السجناء المتطرفين من الإسلاميين عن التراب الفرنسي

 

يبدو أن المصيبة التي حلت على فرنسا مع مطلع العام الجاري، في استهداف أسبوعية “شارلي إيبدو” الساخرة في باريس بمقتل 17 شخصاً بينهم 8 صحافيّين ورجلَا شرطة و3 مشتبه بهم، ما تزال مستمرة وتثير الرأي العام الفرنسيّ؛ حيث تحدّث وزير الداخلية الفرنسي الأسبق، شارل باسكوا، عن ضرورة اعتماد حلول “صارمة” ضد السجناء المتطرفين من الإسلاميين بعد مرحلة “شارلي إيبدو”، بما فيها إبعادهم عن التراب الفرنسي.

باسكوا، الذي تقلد مسؤولية “الداخلية” من 1986 إلى 1995 لفترتين منفصلتَين، قال، وهو يحل ضيفاً على إحدى البرامج الحوارية بقناة “فرانس2″، إن التهديدات الإسلامية التي تطال فرنسا باتت أكثر خطرا من ذي قبل، حيث كان مسؤولا نهاية الثمانينيات، “بل أكثر تطرفاً”، وفق تعبيره، مضيفا أن الرئيس الفرنسي الحالي كان في مستوى الأحداث وهو يتفاعل ضد مجزرة “شارلي إيبدو” الأخيرة.

وتابع الوزير الأسبق، الذي كان من أبرز سياسيي اليمين الفرنسي، قولا إن تنامي خطر التهديدات الإسلامية المتطرفة على فرنسا يستوجب “إعمال كل الآليات التي نتوفر عليها.. بما فيها تجميع المتطرفين الإسلاميين في مكان واحد”، وهي الفكرة التي سبق للحكومة الفرنسية أن نادت بها مباشرة بعد أحداث “شارلي إيبدو”.

إلا أن فكرة باسكوا جاءت أكثر “تطرفاً” وفق وصف الصحافة الفرنسية، حيث طالب بضرورة عزل المتطرفين الإسلاميين من المعتقلين بعيدا عن فرنسا “في جزيرة معزولة وليس على التراب الفرنسي”، وهو ما رأت فيه وسائل إعلام فرنسية دعوة إلى بناء “غوانتانامو” جديد في القارة الأوروبية، على غرار معتقل غوانتانامو سيء السمعة، الذي دشنته السلطات الأمريكية عام 2002 على خليج كوبا لسجن المشتبه في كونهم “إرهابيين”، بعد هجمات 11 شتنبر 2001.

وبدا شارل باسكوا متحمسا للفكرة، حين سأله المذيع “هل نحتاج إذاً لآليات متطرفة لصد تلك التهديدات”، ليجيب “إن كان الأمر يتعلق بعزل السجناء من المتطرفين الإسلاميين في مكان واحد فـ’بْرَافُو'”، مضيفا “لا يعقل أن يتم تجميعهم في مكان واحد فقط على تراب فرنسا بل يجب وضعهم في جزيرة ما بعيدة عن فرنسا”، قبل أن يشدد بكل جرأة على ضرورة تطبيق عقوبة “الأشغال الشاقة” في حقهم.

المذيع الذي بدا مستغربا لجواب باسكوا، البالغ من عمره 87 سنة، تابع سؤاله حول الضرورة من بناء معتقل “غوانتانامو” في النسخة الفرنسية، حيث أجاب الوزير الفرنسي الأسبق قائلا، “إذا لم تكن لدينا الجرأة في اتخاذ تلك الإجراءات المناسبة فما علينا سوى الاستسلام ومغادرة السلطة”.

وعقب أحداث “شارلي إيبدو” الإجرامية التي هزت باريس وضواحيها منذ 7 يناير الماضي، دعت الحكومة الفرنسية، في شخص رئيس الوزراء، مانويل فالس، إلى ضرورة عزل السجناء الإسلاميين ممن تصفهم بـ”المتطرفين” و”الإرهابيين” داخل سجون خاصة فوق التراب الفرنسي، وهو المقترح الذي صاحبت دعوات رسمية لاتخاذ إجراءات استثنائية، تحد من خطر انتشار التهديدات داخل فرنسا، والتي تتبناها تنظيمات متطرفة في مقدمتها “داعش”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock