هل يجب زيادة الحد الأقصى للسرعة على بعض الطرق السريعة إلى 150 كم / ساعة؟! .. «فياس-VIAS» تجيب
بلجيكا 24- مع التحول المتزايد نحو الاهتمام بالمسائل البيئية وسلامة الطرق في أوروبا، تأتي مقترحات لرفع حدود السرعة على الطرق السريعة إلى الواجهة. واجهت هذه الفكرة بمقاومة شديدة في العديد من الدول الأوروبية، إلا أن جمهورية التشيك وإيطاليا تأخذان مسارا مغايراً.
في جمهورية التشيك، ستشهد الطرق السريعة زيادة في الحد الأقصى للسرعة إلى 150 كم / ساعة اعتباراً من 1 يناير 2024. ومن ناحية أخرى، تدرس إيطاليا جدياً نفس الفكرة. هذا التحول في السياسة المرورية أثار سلسلة من التساؤلات والجدل حول ما إذا كان هذا الإجراء مستدركاً أم مجرد تجربة فاشلة في اتجاه معاكس.
المقاومة الأكبر تأتي من «فياس-VIAS»، المنظمة البلجيكية المعنية بسلامة الطرق. بينوا جودار، المتحدث باسم الشركة، يعبر عن مخاوفه الكبيرة بشأن هذا القرار. ويشير إلى أن بلجيكا لديها شبكة طرق سريعة معقدة ومزدحمة وخطيرة للغاية، مما يزيد من خطورة زيادة الحد الأقصى للسرعة. يُقدر أن 16% من الوفيات في حوادث الطرق في بلجيكا يحدث على الطرق السريعة. هذا الرقم يعتبر واحداً من أسوأ الإحصائيات في أوروبا، متفوقة فقط على سلوفينيا وإسبانيا.
أحد العوامل الأخرى التي تعقد المسألة في بلجيكا هو الموقع الجغرافي للبلاد. بلجيكا تقع في وسط أوروبا وتعتمد بشكل كبير على الشاحنات كوسيلة لنقل البضائع. إذا تم رفع الحد الأقصى للسرعة إلى 150 كم / ساعة، فسيزيد الفارق بين سرعة الشاحنات التي تسير بسرعة 90 كم / ساعة وبين السيارات الأخرى، مما قد يزيد من حوادث الطرق ويجعلها أكثر خطورة.
وبالإضافة إلى ذلك، يشير بينوا جودار إلى أن السرعة ليست العامل الوحيد في سلامة الطرق. يشير إلى أن ألمانيا، التي تسمح بسرعات عالية على الأقسام المعينة من الطرق السريعة، ليست بالضرورة أكثر أماناً. في الواقع، كان هناك 93 حادثة وفاة على الشبكة الألمانية في عام 2019، متجاوزةً عدد الوفيات في فرنسا على الرغم من أنهما يمتلكان طرقاً مماثلة من حيث الطول.
وتشير دراسة أجراها معهد الاقتصاد الألماني إلى أن 77% من الألمان يقودون بسرعات أقل من 130 كم / ساعة حتى في الأقسام التي لا تفرض حدود السرعة. وبشكل عام، يزيد وجود حدود السرعة على تلك الأقسام من سلامة الطرق والحفاظ على البيئة.
بدلاً من رفع حدود السرعة، تقترح «فياس-VIAS» استخدام إدارة ديناميكية لحدود السرعة، حيث يتم تعديل الحدود بناءً على ظروف الطريق وكثافة حركة المرور. هذا النهج يمكن أن يكون أكثر أماناً وفعالية في بعض الأماكن، وخاصة في المدن الكبرى.
في الختام، يبدو أن زيادة الحد الأقصى للسرعة على الطرق السريعة إلى 150 كم / ساعة ليست فكرة مناسبة لبلجيكا نظرًا لظروفها الجغرافية وشبكتها المرورية. من الأفضل التفكير في الحلول البيئية والتكنولوجية الأكثر تقدمًا لتحسين سلامة الطرق والحفاظ على البيئة بدلاً من زيادة السرعات.
المصدر: 7sur7
