اخبار بلجيكا

مشكلة الاندماج لذوي الأصول العربية والمسلمة في أوروبا

أكثر من غيرها بسبب الأحكام والتصنيفات المسبقة حيث تلصق بهم تهم الإجرام والتطرف والإرهاب بطريقة اعتباطية ,

الكل يقر بأنه على الحكومات أن تلعب دورا رئيسيا وفعالا في مجال مسلسل اندماج المهاجرين وكذلك ربط وتوطيد العلاقات ما بين مختلف المجموعات البشرية المتواجدة في دولة ما.

كما أن هذه المسألة لا تخص المهاجرين والأقليات فحسب ,بل وتشمل أيضا مجتمعات دول الاستقبال بأكملها, والتي يجب أن تتفاعل بطريقة إيجابية وبذل الجهود من أجل التكيف والتواصل مع المهاجرين.

Advertisements

على المستوى الرسمي يصرح المسؤولون باستمرار بأن السلطات العامة تعمل على أن يتمتع المهاجرون بنفس الحقوق المخولة لمواطني البلدان المستقبلة وكذا تكافؤ الفرص خاصة فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية في ميادين التعليم والصحة والسكن والعمل.

– عوائق الاندماج تتلخص بالتالي…..

. السكن: إن مستوى الاستفادة من فضاء الإقامة والسكن يعتبر من أولى المؤشرات والأعراض التي تبين مدى اندماج أو إقصاء فئة معينة. وفي هذا المجال نشير بأن جل المهاجرين يعانون من الإقصاء لكن حدته تختلف حسب مدة الهجرة والبلدان.

لكن السمة الغالبة في هذا المضمار هي: تجمع المهاجرين, في أحياء معينة حيث ترتفع نسبة التهميش.

بعض المهاجرين (3, 4 أو5 أشخاص) في غرف مشتركة أو في أماكن العمل بالنسبة للعمال الفلاحيين. وتنعدم في هذه البيوت أبسط الظروف الصحية.

العمل: هنا تجدر الإشارة إلى أن العمال المهاجرين يتمركزون أساسا في قطاع المعادن والفلاحة … والعديد من الأشغال التي لا يقبل عليها السكان المحليين.

التعليم: “المدرسة للجميع”  تبقى هي أيضا في بعض الأحيان مجرد شعارات لأن المهاجر لا يتوفر على نفس الظروف الثقافية (اللغة) والاجتماعية (البيئة العائلية) من إتمام مساره الدراسي في أحسن الأحوال، وحتى إذا ما تمكن من تجاوز مختلف العقبات والصعاب وحصل على مستويات أكاديمية عالية فإن ذلك لا يعني بالنسبة إليه الحصول على شغل يتلاءم ومستواه الدراسي وكذا مؤهلاته العلمية والتقنية. الاندماج: كما أن مشكلة عدم اندماج المهاجرين يتجلى أكثر في الميدان الاجتماعي إذ غالبا ما يكون هناك خلط بين الهجرة والإجرام. وتتفاقم الوضعية بالنسبة لذوي الأصول العربية والمسلمة، فهناك أحكام وتصنيفات مسبقة حيث تلصق بهم تهم الإجرام والتطرف والإرهاب بطريقة اعتباطية.

إن المسؤولين الأوربيين واعون بأنه لا مناص لأوروبا من المهاجرين. لكن هناك من لا زال يجد صعوبة في الموائمة بين الحفاظ على الصفاء العرقي والثقافي والحضاري لأوروبا, وحاجة هذه القارة العجوز إلى الأجانب لتغطية النقص الديمغرافي والاستجابة لحاجات مختلف القطاعات الإنتاجية بكل أنواعها ومستوياتها.

كما أن هناك من يرغب في أن يكون المهاجر مجرد وسيلة وأداة لإنتاج السلع والخدمات وليس ككائن بشري له خصوصياته اللغوية والدينية والثقافية والتي يجب الاعتراف بها والتعايش معها. فهل نحن أمام ظاهرة نوع من الاستعباد للآخرين خلال الألفية الثالثة؟.

إن عملية اندماج المهاجرين أو الذين هم من أصول مهاجرة عملية معقدة تستدعي تضافر جهود كل الفاعلين في الحقل السياسي والثقافي والإعلامي, والتعليمي وكذا مختلف مكونات المجتمع المدني من أجل نشر وتعميق وتطبيق مبادئ التسامح والاعتراف بحق اختلاف المهاجرين والأقليات المتواجدة في بلد واحد وقبول هذا الاختلاف والتعايش معه.

فإن أحد المداخل المهمة لمعالجة التطرف لدى الجاليات من أبناء المهاجرين، يتمثل في إيجاد سياسات متوازنة لإدماج المسلمين في النسيج المجتمعي الأوروبي، من دون أن يترتب على ذلك طمس هويتهم الدينية، وكذلك مواجهة الممارسات العنصرية، التي تتبناها بعض الحركات المتطرفة في أوروبا، والتي تشعر المسلمين بمزيد من الاغتراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock