قاتل يرفض تسلم ميراث والدته: خدعة قانونية أم تجنب للتعويضات؟!

بلجيكا 24 – في قصة تثير الجدل والاستغراب، يُفاجئ القاتل “داني سامين” الجميع برفضه لميراث والدته بعد حكمه بالسجن بتهمة قتل الطبيب باتريك رولاندت. وهذا الرفض يثير أسئلة حول جدوى هذا الإجراء والتداعيات المحتملة.

“داني سامين” (61 عامًا) تمت محكمته في عام 2019 وحُكم عليه بالسجن لمدة 28 عامًا و10 سنوات استئنافًا بتهمة قتل الطبيب باتريك رولاندت من إيزيجيم. بعد هذا الحكم، كان من المتوقع أن يتم تعويض عائلة الضحية بمبالغ مالية كبيرة.

ولكن هنا تأتي مفاجأة غير متوقعة، حيث رفض داني سامين الميراث الذي كان من المفترض أن يكون له بعد وفاة والدته. هذا الرفض أثار تساؤلات حول دوافعه وغايته من هذا الإجراء.

المحامي الجنائي “بيير تشومي” يُشير إلى أن هذا الرفض يمكن أن يُعتبر “إعسارًا احتياليًا”، وبالتالي يمكن اللجوء إلى المحكمة المدنية للنظر في هذا الأمر.

المثير في الامر هو ان هذه القضية تضع تحت المجهر سؤالًا مهمًا: هل يمكن للمدانين في الجرائم الجنائية تجنب تعويضات الضحايا من خلال رفض الميراث؟!.

على الجانب الآخر من القضية، يُظهر البعض أن إظهار حسن النية قد يكون مفيدًا للمدانين. فالتبرع بأجزاء من أموالهم إلى العائلات المتضررة يمكن أن يؤدي إلى تخفيض عقوباتهم وزيادة فرص الإفراج المبكر.

وقال المحامي تشومي ان إظهار حسن النية يمكن أن يكون مفيدًا: واضاف، قام احد عملائي محبوس في الجنايات كل ما كسبه من خلال عمله في مطعم السجن، وفي غضون أشهر قليلة، كان قادرًا بالفعل على التبرع بمبلغ 600 يورو لعائلة ضحيته. وبفضل هذا، تم تخفيض عقوبته لمدة خمس سنوات.

ومن المقرر أن يتم النظر في القضية في المحكمة المدنية العام المقبل، حيث تزيد الأمور تعقيدًا. هذه الحادثة تجعلنا نفكر في تفاصيل قانونية مثل تعويض الضحايا وإجراءات الاستئناف، وتجعلنا نتساءل عما إذا كان يجب تغيير هذه الأنظمة لتجنب مثل هذه الاستغلالات.

وعلق المحامي كريستيان فاندنبوش من أقرب الأقارب لصحيفة “نيوزبلاد” الفلمنكية قائلاً: “علمنا بالصدفة فقط أن “داني سامين” رفض هذا الميراث”. ويناشد المحامي السلطات العامة إبلاغ الضحايا في مثل هذه الحالات…

في الختام، هذه القصة تظهر مرة أخرى أهمية تقديم التوعية القانونية للجمهور حول حقوقهم وواجباتهم في قضايا مثل هذه، حيث يمكن أن تؤثر القرارات الشخصية على تعويضات الضحايا وعلى العدالة نفسها.