بلجيكا 24 – تضم قوائم الأحزاب السياسية البلجيكية، سواء اليمينية منها أو اليسارية نوابا من أصل أجنبي. وحقق بلجيكيون من أصل مغربي نجاحا ملحوظا في الانتخابات البرلمانية سواء الاتحادية أو الإقليمية أو البلدية.، في محاولة من الأجيال التالية من ابناء المهاجرين لأثبات مواطنتهم الأوروبية واندماجهم الكامل في المجتمع البلجيكي.
وكانت أعلى نسبة الأصوات التي حصل عليها مرشحون من أصول مهاجرة هي أصوات الجاليات المهاجرة ببلجيكا، لاسيما المغربية والتركية اللتين تعتبران أهم جاليتين بهذا البلد.
وكانت الجالية المغربية تتوقع من النواب ذوي الأصول المغربية خوض مسيرة سياسية واجتماعية تثبت تمثيليتهم لهؤلاء الناخبين الذين يشتركون معهم في الأصل والذين وضعوا ثقتهم فيهم. وكان المغاربة ببلجيكا وغيرهم من الجاليات العربية والمسلمة يأملون في أن يتمكن هؤلاء النواب من نقل قضاياهم واحتياجاتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية إلى قبة البرلمان والدفاع عنهم وإيجاد حلول سياسية لها بما أن أصولهم المغربية ستساعدهم على فهم أفضل لمشاكل المهاجرين المغاربة، ونهج سياسة تواصلية تفتح أمامهم أفاق واعدة لاندماج متكامل في المجتمع البلجيكي.
غير أن ما حصل لم يكن متوقعا، فرغم المعاناة الإجتماعية التي يواجهها المهاجرون المغاربة نتيجية الأزمة الإقتصادية التي ألقت بظلالها على المهاجرين أكثر من غيرهم، إلا أن هؤلاء النواب ذوي الأصول المغربية فشلوا في تقريب المهاجرين المغاربة من مؤسسات الدولة وخلق تأثير أو ثقل سياسي في بلجيكا والتعامل مع مشاكل الجاليات العربية والمغربية بشكل خاص. وأصبحوا أداة تكميلية لا شأن لهم ولا قيمة تقريبا في الواجهة السياسية، طالما أنهم يخضعون لمبادئ الأحزاب التي ينتمون إليها، وأصبحوا يتحججون بأنهم يمثلون المجتمع البلجيكي بكل مكوناته وليس فقط الجالية المغربية التي ينحدرون منها.
إن النواب المغاربة في البرلمان البلجيكي أصبحوا غير قادرين على إيجاد الآليات والوسائل التي تساعدهم على حل مشاكل الجالية المغربية. وبالتالي فهم لا يستطيعون التجاوب مع انتظارات وتساؤلات مغاربة بلجيكا في مختلف المجالات التي يتعلق بحياتهم اليومية والاجتماعية.