اخبار اوروبا

الاتحاد الاوروبي يقوم بعملية جديدة للتصدي للهجرة الغير شرعية في البحر المتوسط

يستعد الاتحاد الاوروبي لإطلاق عملية “تريتون” للتصدي للهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط اعتبارًا من الأول من نوفمبر، فيما لا تزال إيطاليا مترددة بشأن مصير عمليتها “ماري نوستروم” التي أنقذت منذ عام أكثر من 150 ألف شخص في البحر.

لكن لا شيء يبدو واضحًا بشأن العملية الإيطالية، هل سيتم إلغاؤها أو تقلص دورياتها في البحر، ومتى؟

فقد صرح وزير الداخلية أنجيلينو الفانو مؤخرًا “بأن ماري نوستروم تسير نحو نهايتها، سيكون هناك قرار رسمي أثناء أحد الاجتماعات المقبلة لمجلس الوزراء”.

Advertisements

وأكد في التاسع من أكتوبر “أن عملية تريتون تضع حدًا لعملية ماري نوستروم”.

إلا أن أنجيلينو الفانو الذي يتولى أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء ذكر بنفسه الأسبوع الماضي أن العمليات “مختلفة تمامًا”.

تريتون تهدف أولاً إلى مراقبة الحدود وستبقى ضمن المياه الإقليمية الأوروبية فيما ماري نوستروم تتولى مهمة إنقاذ ويمتد عملها حتى السواحل الليبية.

وأطلقت إيطاليا ماري نوستروم في مهمة انتشار بحري على نطاق واسع في أكتوبر 2013 بعد حادثتي غرق قضى فيهما أكثر من 400 شخص قرب جزيرة لامبيدوزا ومالطا.

وبحسب البحرية العسكرية فقد شاركت 32 سفينة في الإجمال تباعًا في هذه العملية بمؤازرة غواصتين وطائرات ومروحيات. وتتم تعبئة 900 جندي كل يوم كمعدل وسطي.

وسمحت هذه التعبئة بتوقيف 351 مهربًا وإنقاذ أكثر من 150 ألف شخص في خلال سنة، أي ما يقرب من 400 شخص كمعدل وسطي كل يوم مع ثلاثة أضعاف من الواصلين قياسًا إلى 2013.

ويأتي ربع هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين من سوريا وربع آخر من إريتريا. أما الآخرون فهم من مالي ونيجيريا وغامبيا إضافة إلى فلسطينيين وصوماليين وغيرهم.

لكن حتى وإن كانت عمليات الرحيل الكثيفة تعود إلى بضعة أشهر قبل بدء عملية ماري نوستروم بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، وتعكس قبل أي شيء آخر مستوى اليأس لدى المهاجرين السريين، فإن كثيرين في إيطاليا وأوروبا يعتبرون ماري نوستروم بمثابة دعوة إلى الهجرة.

كما أنها لم تمنع وقوع المآسي، لاسيما وأن 3300 مهاجر سري على الأقل لقوا حتفهم في مياه البحر المتوسط هذا العام.

فضلاً عن ذلك فإن العملية تكلف غاليًا دافعي الضرائب الإيطاليين، أكثر من تسعة ملايين يورو شهريًا فيما تعاني البلاد من الانكماش غارقة في أزمة تحتم إجراء اقتطاعات في كل الميزانيات.

وعلى سبيل المقارنة ستكلف تريتون حوالى ثلاثة ملايين يورو شهريًا فيما عرضت ثماني دول من أعضاء الاتحاد الأوروبي حتى الآن وضع سفن وطائرات بتصرف العملية.

وسترسل دول أخرى أيضا طواقم لمساعدة إيطاليا على تسجيل المهاجرين غير الشرعيين لدى وصولهم، وبخاصة أخذ بصماتهم، لتجنب مغادرتهم بسرعة شبه الجزيرة.

وفي الواقع حتى وإن وصل المهاجرون بعشرات الآلاف إلى سواحلها فإن إيطاليا لم تسجل في العام 2013 سوى 26620 طلب لجوء، أي بنسبة 6% من الطلبات المقدمة عمومًا في الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه تم تقديم 125 ألف طلب لجوء في ألمانيا و65 ألفًا في فرنسا و55 ألفًا في السويد.

ومع تنديدها بواقع صعوبة حصول طالبي اللجوء هؤلاء قانونًا على حق البقاء على الأراضي الأوروبية، دعت منظمات عديدة في الأيام الأخيرة إيطاليا إلى عدم ترك المهاجرين غير الشرعيين لمصيرهم في عرض البحر.

وأكد الفانو في 16 أكتوبر “حتى بعد وقف (عملية) ماري نوستروم فإن إيطاليا ستستمر في القيام بعمليات بحث وإنقاذ في البحر”.

إلى ذلك كتبت صحيفة يوروبا (يسارية) في مقالة افتتاحية مؤخرًا محذرة “تكفي لحظة ليقع مركب قديم مليء بالبشر، من نساء حوامل وأطفال، فريسة بحر خريفي ولتنقلب كل حسابات اليوم حول الموارد والمسئوليات وضرورة عدم تشجيع عمليات رحيل اليائسين، على أصحابها”.

 

 

Belg24 + وكالات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock