اسعار الغاز والكهرباء في بلجيكا … ماذا تتوقع في عام 2023؟!
بلجيكا 24- في ظل ازمة الطاقة التي طالت الكبير والصغير في بلجيكا، يتبادر إلى الأذهان أسئلة مهمة للغاية، ماذا سنأكل وكيف سنواجه فواتيرنا التي تنفجر يوماً بعد يوم في وجوهنا!، وكيف سيكون حالنا في عام 2023، إذا ما ظلت هذه الأزمة على حالها!!.
وبالرغم من أن لعبة التوقعات باقية على نفس القدر من الخطورة ، بيد أننا نتجه نحو فترة هدوء ، ولكن بالرغم من ذلك، لا نستطيع العودة إلى الأسعار التي كانت عليها قبل الأزمة.
ويشهد سعر الغاز في الأسواق منذ عدة أيام، إنهيار كبير، ولا سيما تحديداً في سوق “TTF” الهولندي ، والذي تحدد فيه الأسعار في أوروبا كلها، حيث إنخفض إلى ما دون 83 يورو لكل ميغاواط / ساعة ، أي مستوى أدنى في بداية الحرب في أوكرانيا فبراير الماضي.
لا تنسى عزيزي القارئ، أن الغاز مع نهاية أغسطس 2022 ، وصل سعر ميجاوات لكل ساعة إلى 345 يورو. سعر حقيقي وصفه المتابعين بأنه مجنون ، لكنه يكشف عن التقلبات الشديدة في هذا السوق ، والذي يتسم بقوة بالمضاربة.
اليوم ، ونحن في وسط فصل الشتاء ، تحولت الأسعار وإنخفضت بشدة لدرجة ان سعر الغاز بات أقل مما هو عليه في الصيف.
أسعار الغاز المجنونة
قد يبدو كل هذا متناقضًا تمامًا ، لكن هناك تفسيرات توضح القصة. لمواجهة أي مخاطر محتملة في فصل الشتاء، كانت الدول الأوروبية كلها في أغسطس الماضي، مشغولة بملء احتياطياتها من الغاز، مما أدى إلى جنون في عمليات الشراء ليقفز السعر إلى رقم قياسي.
وعلاوة على ذلك ، كان من الواضح أنه لم يعد بالإمكان الاعتماد على الغاز الروسي ، بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات الأوروبية ضد روسيا ، والتي أدت بدورها إلى “قطع الغاز” من قبل الروس. فيما كانت الأسعار التي تم التوصل إليها في نهاية أغسطس هذيلة جداً، وظلت مرتفعة حتى نهاية سبتمبر قبل أن تنخفض بشكل حاد في أكتوبر.
اليوم ، انقضت موجة البرودة التي عشناها في أوروبا ، واستمرت أقل من المتوقع. بالإضافة إلى ذلك ، انخفض استهلاك الغاز المنزلي في أوروبا بشكل حاد بلغت نسبته 20%، خلال الفترة من أغسطس إلى نوفمبر مقارنة بالفترة 2017-2021 ، وفقًا للأرقام التي نشرها الأسبوع الماضي من قبل يوروستات. حين انخفض إستهلاك أوروبا من الغاز الطبيعي بنسبة 20% هذا الخريف..وبلجيكا بـ17%. كل هذا يزيل شبح نقص الغاز ، ويؤدي إلى انخفاض الأسعار ، وبالتالي سيكون له تأثير إيجابي على فواتيرنا.
وبالرغم من ذلك!، ما زلنا بعيدين كل البعد عن 20 إلى 25 يورو لكل ميغاواط ساعة قبل الأزمة. ومهما حدث فلن نعود إلى هذه الأسعار في الأسواق في أي وقت قريب. لماذا ؟ لأن الغاز الذي نستهلكه يصل إلى حد كبير عن طريق السفن. وحتى الآن ، تم نقل جزء كبير من الغاز المستهلك في أوروبا عن طريق خطوط الأنابيب ، وخاصةً من روسيا. كما أن نقل الغاز بالسفن ينطوي على تسييل الغاز (بتبريده) مما يزيد سعره وكذلك النقل نفسه.
علاوة على ذلك ، نحن لسنا محصنين ضد التقلبات المزاجية لبلدان مثل قطر ، التي تستاء من الاستفراد بها بسبب حالة حقوق الإنسان في الداخل أو من فساد أعضاء البرلمان الأوروبي. يمكن لقطر أن تختار بيع غازها في مكان آخر غير أوروبا ، مما قد يؤدي إلى توترات جديدة في الأسواق.
ورغم ذلك، تحاول السلطات البلجيكية الدخول في عداوة غير مبررة مع دولة قطر، والتي تعتبر المهمة جداً لحياتنا، عندما خرج علينا رئيس وزرائنا بدون السماح بأدنى فرصة للعدالة بأن تأخذ مجراها ولظهور مزيد من الأدلة الدامغة، غير انه وبشكل مفاجئ وسريع جداً، أشاد بالعدالة البلجيكية في قضية فساد البرلمان الأوروبي!!!.
الإجراءات الفيدرالية
نعود لمشكلة الغاز بلدنا ، في مواجهة أسعار الكهرباء والغاز المرتفعة للغاية ، اتخذت الحكومة الفيدرالية عددًا من الإجراءات التي سيتم تمديدها. وبالتالي ، فإن ضريبة القيمة المضافة البالغة 6% على الكهرباء والغاز ، والتي تم تمديدها حتى نهاية مارس ، يجب أن تصبح نهائية ، لتحل محل 21% قبل الحرب في أوكرانيا. ارتياح كبير لدى المستهلكين ولكن نقص في مالية الدولة.
وستكون الفكرة هي العمل على رسوم المكوس “وهي رسوم الإنتاج – إضافة المحرر” ، مثل البنزين ، بإستخدام نظام السقاطة العكسية. عندما ترتفع الأسعار أكثر من اللازم ، تنخفض رسوم الإنتاج والعكس صحيح!.
بالإضافة إلى ذلك ، تم تحديد مبلغ مالي شهرياً لدعم الاسر البلجيكية وقدره 135 يورو للغاز و 61 يورو للكهرباء لشهري نوفمبر وديسمبر. وقد تم تمديد هذا الإجراء حتى نهاية فصل الشتاء ، أي لـ يناير وفبراير ومارس 2023.
بشكل عام ، حتى لو ظلت أسعار الطاقة مرتفعة نسبيًا ، فإننا نتجه إلى فترة هدوء في عام 2023.
المصدر: بلجيكا 24 + سود إنفو
