اخبار فرنساحوادث

احتجاجات فرنسا بعد مقتل الجزائري “نائل المرزوقي” ..عمداء بروكسل يراقبون الوضع عن كثب!

بلجيكا 24- على مدار الأيام القليلة الأخيرة ، اهتزت العديد من الأحياء ، وخاصةً في الضواحي في فرنسا جراء حركات الاحتجاج والعنف المتزايد بعد مقتل الشاب الجزائري “نائل المرزوقي” برصاص ضابط شرطة خلال عملية تفتيش.

مساء الخميس الماضي ، كان لابد من حشد شرطة بروكسل لمواجهة حوادث أقل خطورة من فرنسا ، ولكن مع عشرات الاعتقالات.

ولكن ما رأي رؤساء البلديات في بلجيكا؟!…لم يعرب عمد بلديات بروكسل الـ 19 عن مخاوفهم من إنتقال الاحتجاجات الفرنسية إلى بروكسل ، لان الوضع مختلفة بحسب تقرير RTBF.

Advertisements

ومع ذلك ، فهم يدركون أن مهنتهم قد تطورت في السنوات الأخيرة لأنه بشكل عام ، تزداد حدة التوترات والطريقة التي يعبر بها المواطنون عن عدم رضاهم.

القصة كاملة لمقتل نايل مرزوق
مقتل نائل المرزوقي هي حادثة قتل لشاب فرنسي من أصول جزائرية يدعى “نائل المرزوقي” (17 عاماً)، وكان مصرعهُ على يد شرطي أطلق النار عليه من مسافة قريبة خلال عملية تدقيق مروري في 27 يونيو 2023 بالقرب من ساحة نيسلون في مدينة نانتير ضمن إقليم أعالي السين، عندما كان نايل يقود سيارة لتوصيل طلبات البيتزا.

وبحسب بيان المدعي العام فإنّ الشاب نائل كان يقود السيارة بسرعة كبيرة في ممر الحافلات، ورفض التوقف عند الإشارة الضوئية الحمراء.

تسبَّب مقتل نائل في اندلاعِ احتجاجات كبيرة تحوّل بعضها لأعمال شغب في عدّة مدن فرنسية حيث شهدت التظاهرات استهدافًا لمؤسّسات الدولة فحُرقت عديد المباني الحكوميّة ومراكز الشرطة فضلًا عن سيارات الأمن. اعتُقلَ خلال هذه المظاهرات أكثر من 667 شخصًا، كما رفعَ الأمن الفرنسي من درجة التأهب في مدة ومناطق كثيرة ناشرًا وحدات خاصة وعناصر من الجيش مع مدرعات.

نائل المرزوقي، هو شابٌ من أصل جزائري، من مواليد منطقة نانتير عام 2006 (17 عاماً). وكان نائل يعملُ سائقًا لتوصيل طلبات البيتزا، ويمارس رياضة الرغبي، وهو الطفل الوحيد لوالدته، مونيا.

اتُهم نائل في فبراير 2022 باستخدام لوحات ترخيص مزورة وحيازة المسروقات والقيادة بدون تأمين، كما كان عليه في يناير و مارس 2023 التعامل مرة أخرى مع الشرطة بتهمة استهلاك وبيع المخدرات.

ورغم هذه الاتهامات بقي سجله الجنائي نظيفًا من أي إدانة مطلقًا، أما محاميه فقد صرَّح بأن الشاب كان محبوبًا في الحي الذي يقطنه مع والدته، وصرح مدربه في رياضة الرغبي أنه لم يُتاجر بالمخدرات أو يسرق، مثلما يفعل أقرانه من ضاحيته، وهو وحيدُ والدته المنفصلة عن زوجها منذ صغره.

الشرطي فلوريان
الشرطي الفرنسي «فلوريان . م» من مواليد 1985 (38 عامًا)، يعمل ضمن خدمات مديرية النظام العام والمرور الفرنسية دوبك، وهو راكب دراجة نارية، وخدم مسبقًا في فوج المشاة 35 في بلفور، كما أنه حاصلٌ على عدة أوسمة خلال مسيرته المهنيّة، إلى أن تورَّط بقتل الشاب الجزائري، نائل المرزوقي، اعترفَ الشرطي أنه وقف أمام سيارة مرسيدس صفراء كان يقودها نائل لمنعها من التقدم، وأن الشاب حاول الفرار مندفعًا نحوه، لذلك جاء قرار إطلاقه النار دفاعًا عن النفس، غير أن تصريحاته كانت متعارضة مع الصور والمقاطع المرئية التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

خلفية الحدث
عُدلَّت اللوائح الفرنسية عقب هجوم فيري شاتيون في فبراير عام 2017 حينما هاجمَ عشرون شخصًا سيارة الأمن بقضبان حديدية وبالحجارة ثم ألقوا زجاجات حارقة نجمَ عنها اندلاعِ النيران في كامل السيارة ما تسبَّب في إصابة 4 عناصر أمن اثنيين منهم إصاباتهم خطيرة جدًا، حيث أصبحَ في إمكان عناصر الشرطة «إطلاق النار على مركبة مشتبهٍ فيها أو من المحتمل أن يرتكب ركابها أثناء رحلتهم هجمات تؤثر على حياتهم أو سلامتهم الجسدية أو على الآخرين»، و«يلزم أن يكون [عناصر الأمن] في حالة دفاعٍ عن النفس حتى يتمكنوا من استخدام أسلحتهم».

هذا التعديل وخاصّة التفسير الفضفاض لكلمة «مُحتمَل» (بالفرنسية: Susceptibles)‏ أو «مشتبه فيه» تركَ للشرطة أحقيّة تقييم الوضع، وأضافَ نوعًا من الضبابية حول التصرف الذي يجبُ على عناصر الأمن اتخاذه في هكذا حالات.

مجريات الحادثة
وفقًا لصحيفة لو فيغارو الفرنسية: «في 27 يونيو 2023، قرابة السّاعة 7:55 صباحاً، في جادة جاك جيرمان سوفلون، في نانتير. كانت هناك سيارة صفراء من نوع مرسيدس بنز من الصنف «A AMG» ذات لوحة بولندية تسير بسرعة كبيرة في معبر الحافلات، ويقودها شاب.

تتبع شرطيان درّاجان السيّارة على الفور، وحاولا إيقافها للمرة الأولى عبر أجهزة الإنذار الضوئية والمسموعة لكنهما لم يفلحا. وصلَ الدراجان إلى نافذة السائق عند الإشارة الضوئية لكنه رفض الامتثال لأوامرهما.

أعادَ [الشابُ] تشغيل السيارة مستعجلًا بينما لا تزال الإشارة حمراء. كان يقود السيارة شاب في السابعة عشرة من عمره، وقد عُرف مؤخرًا بعدم امتثاله للشرطة، معَ شابين آخرين. عبرت السيارة دوّار حقوق الإنسان، وعدة شوارع حتى جادة بيسارو، حيث أطلقت الشرطة مرة أخرى أجهزة الإنذار دون جدوى. في الساعة 8:16 أبلغ الشرطيان المسؤولان زملائهم عن الأمر. ارتكبت السيارة أثناء هروبها عدة مخالفات مرورية أخرى، لاسيما عبور ممر المشاة، معرضاً حياة أحد المارّة وراكب دراجة هوائية للخطر.

أُجبرت السيارة أخيرًا على التوقف خلالَ ازدحام مروري، وترجل الشرطيان عن الدراجة متقدمان نحو السيارة، الأول إلى جانبها والثاني في الجزء الخلفي منها. أخرجا سلاحي الخدمة لثني [السائق] عن إعادة تشغيل السيارة.

وأكّد المدعي العام في نانتير باسكال براش أن الشرطيان طلبا من السائق التوقف مجددًا.

شغَّلَ نائل مرة أخرى السيارة، غير ممتثلٍ لأوامر الشرطة، مما دفع بالشرطي الموجود في الجانب الأيسر لإطلاق النار عليه.

واصلت السيارة طريقها لبضعة أمتار متجهة نحو ممر أراغو، لتصطدم في ساحة نيلسون منديلا في الساعة 08:19، بينما تقدم الشرطي لتقديم الإسعافات الأولية وطَلَبَ التعزيزات. ثم وصل رجال الإطفاء إلى الموقع في الساعة 08:21.

أُعلن عن وفاة الشاب نائل (17 عامًا) في الساعة 09:15 صباحًا، حيثُ أصيب برصاصة في ذراعه وصدره وتوفي متأثراً بجراحه».

رواية الشرطة المناقضة للفيديو
وفقًا لتقرير الشرطة الفرنسية، أطلق أحد الضباط النار بينما كان السائق الشاب يسير بسرعة نحوه. كما أيدت النقابة العامة لقوات الشرطة الفرنسية هذه النسخة، متذرعةً بحقِّ الدفاع عن النفس، لكن هذ الفرضية سرعان ما دُحضت بعد نشر مقطع فيديو يظهر أن السيارة ليست في وضعٍ يسمح بدهسِ الشرطي وأنها لم تكن متجهة نحوهما أو نحو أحدهما.

وبحسبِ صحيفة لوموند الفرنسية، فإن «الفيديو ذو الاثنين وخمسين ثانية، والذي انتشر على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية، قد أزاح حرفيًا التصريحات المقننة ابتداءً من مصادر الشرطة والتي رددتها بعض وسائل الإعلام».

ويُظهر الفيديو أن ضابطَي الشرطة كانا واقفين بجانب سائق المرسيدس، ثمّ صرخ أحد الضباط بالفرنسية قائلًا: «Tu vas te prendre une balle dans la tête» (بالعربيّة: سوف تُصاب برصاصةٍ في الرأس) مصوبًا بندقيته نحو السائق من مسافة قريبة.

وبالكاد بدأت السيارة في الانطلاق وهي تتحرك بوتيرة بطيئة حتى أطلق الشرطي النار، من مسافة قريبة جدًا (مسافة صفر – إضافة المحرر) وهو ما تسبَّب في وفاة الشاب على الفور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock