لماذا المطاعم أغلى في بلجيكا منها في البلدان الأخرى؟

بلجيكا24- إذا كنت قد عدت مؤخرًا من إجازة، قد تكون لاحظت أن تناول الطعام في مطاعم إسبانيا، اليونان، إيطاليا، وحتى فرنسا، يبدو أقل تكلفة بكثير مقارنةً ببلجيكا.ـهذا التفاوت في الأسعار يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراءه. كيف يمكن تفسير هذه الفروق الكبيرة في تكلفة الطعام؟

ارتفاع أسعار المطاعم في بلجيكا

يشير تقرير “لوسوار” إلى أنه في بلجيكا، تزداد أسعار تناول الطعام في المطاعم بشكل ملحوظ. في شوارع بروكسل أو على الساحل البلجيكي، يصعب العثور على وجبة غداء أو عشاء بأقل من 15 يورو.
على النقيض من ذلك، في فرنسا، يمكن العثور على وجبات يومية خاصة تتراوح حول 12 يورو في معظم المطاعم، خاصةً خارج باريس.

علاوة على ذلك، يقدم العديد من المطاعم إبريق ماء مجاني، وهو توفير كبير مقارنةً بأسعار المياه في بلجيكا.

تأثير الضرائب والرسوم

أصحاب المطاعم في بلجيكا يشيرون إلى أن الضرائب المرتفعة والرسوم على تكاليف العمالة تلعب دورًا كبيرًا في هذا التفاوت.

الضرائب على القيمة المضافة في بلجيكا غير مواتية للقطاع، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار للمستهلكين.
الأزمة الاقتصادية الأخيرة ساهمت أيضًا في هذا الوضع، حيث أن الناس يتناولون الطعام خارج المنزل بشكل أقل .
ليتماشى مع التكاليف المتزايدة، اضطرت العديد من المطاعم إلى رفع الأسعار، حتى أنه يتم تسعير طاجن بلح البحر في بلجيكا بأكثر من 30 يورو، بينما يتراوح سعره بين 20 و 25 يورو عند عبور الحدود إلى فرنسا.

الاختلافات الاقتصادية والسياقية

لابد من وضع الأمور في سياقها عند مقارنة الأسعار. في البلدان ذات تكلفة المعيشة المنخفضة مثل إسبانيا واليونان، تعكس الأسعار المنخفضة تكلفة الحياة بشكل عام.
القوة الشرائية في هذه الدول تختلف تمامًا عن بلجيكا، مما يجعل تناول الطعام هناك يبدو أكثر اقتصادية للزوار البلجيكيين، بالإضافة إلى ذلك، تعتبر تكلفة الإيجار، والمواد الغذائية، وتكلفة الطاقة من العوامل المؤثرة في الأسعار النهائية.

الدورة الاقتصادية وتأثيرها على قطاع المطاعم

تسهم هذه العوامل في خلق حلقة مفرغة؛ حيث تضطر المطاعم إلى رفع الأسعار، مما يجعل المستهلكين أكثر حذرًا ويقلل من تكرار زيارتهم للمطاعم.

هذه الديناميكية تؤدي إلى تراجع عائدات المطاعم، مما يؤثر سلبًا على القطاع بأكمله، والذي يُعتبر أيضًا مصدرًا هامًا للوظائف الضرورية للحياة الاجتماعية والسياحة.