اخبار اوروباملفات اللاجئين

اليونان : مكتبة متنقلة بين مخيمات اللجوء بهدف “جعل الثقافة متوفرة للجميع”

بلجيكا 24 – تتزايد المبادرات في اليونان من أجل تشجيع اللاجئين العالقين في البلاد على المطالعة، والانفتاح على ثقافات أخرى، وعلى بيئتهم الجديدة. إحدى هذه المبادرات هي عبارة عن مكتبة متنقلة تجوب مخيمات اللاجئين والأحياء الفقيرة داخل أثينا بهدف “جعل الثقافة متوفرة للجميع”. وتحتوي المكتبة على آلاف الكتب باللغات العربية والإنكليزية واليونانية والفرنسية والكردية والفارسية.

من روايات أغاثا كريستي إلى حكايات ألف ليلة وليلة، تتزايد المبادرات في اليونان لتشجيع عشرات الآلاف من اللاجئين العالقين في البلاد على المطالعة للهرب من الواقع المرير أو الانفتاح على بيئتهم الجديدة.

في رفوف مكتبة متنقلة تجوب منطقة أثينا يتكدس ألف كتاب، باللغات العربية والإنكليزية واليونانية والفرنسية والكردية والفارسية تبرع بها أشخاص من لبنان واليونان وبلجيكا وإنكلترا، أو تم شراؤها عبر الإنترنت بفضل أموال تبرعات.

Advertisements

تجري هذه المكتبة النقالة جولة أسبوعية في مخيمات اللجوء في جوار أثينا وفي الأحياء الفقيرة من المدينة، وذلك بهدف “جعل الثقافة متوفرة للجميع”، بحسب ما تقول إستير تن زيتوف الأمريكية الهولندية البالغة من العمر 25 عاما إحدى مؤسسات المشروع.

من بين الرواد الدائمين للمكتبة لاجئ سوري في السادسة والعشرين من العمر يدعى علي، وهو لا يفوت فرصة زيارتها حين تركن في السوق الرئيسي من العاصمة.

ويقول لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية “أحب كثيرا أن أقرأ، أشعر أنني أفضل”، وهو يحمل رواية بوليسية لآغاثا كريستي.

في وسط أثينا، مكتبة أخرى تستقبل زوارها من اللاجئين والمهمشين، لكنها ليست متنقلة بل ثابتة في مقر منظمة دولية تستقبل في خمسة مبان نساء وأطفالا من سوريا وأفغانستان.

ثقافة جديدة
علق اللاجئون الهاربون من مناطق الحروب في اليونان منذ إقفال الحدود الأوروبية في العام 2015 إثر موجة الهجرة الكبيرة.

وهم ينتظرون منحهم اللجوء في اليونان أو في أي بلد آخر من بلدان الاتحاد الأوروبي.

وتحمل هذه المكتبة اسم “وي نيد بوكز” (نحتاج لكتب) وهي تضم “أكبر مجموعة من الكتب باللغة الفارسية في العاصمة اليونانية” منها 150 كتابا أرسلت مباشرة من أفغانستان، وفقا ليوانا نيسيريو إحدى مؤسسي المكتبة.

على كرسي ملون، تجلس الفتاة الأفغانية زهرة البالغة من العمر 16 عاما تستكشف من خلال الكتب ملامح الأدب اليوناني.

وتقول عن كتاب تطالعه لنيكوس كازانتزاكيس (1883-1957) “أحب هذا الكتاب كثيرا لأن فيه ثقافة جديدة لي”.

ومن الكتب المطلوبة هنا قصص ألف ليلة وليلة، بحسب نيسيريو، وهي صحافية في الثامنة والثلاثين من عمرها.

مثابرة على القراءة والدرس

وتقول “كان هدفنا أول الأمر أن نتيح للاجئين فرصة للهرب من واقعهم إلى القراءة، لكننا اليوم أصبحنا نسعى لتثقيف الأطفال وتعليمهم الانفتاح على الثقافات بهدف استيعاب الوافدين”.

إضافة إلى الروايات، تلقى المعاجم طلبا كبيرا، ويفضل كثير من اللاجئين نسخا ورقية من الكتب بدل النسخ الإلكترونية للاحتفاظ بها.

تجوب الفتاة الأفغانية معصومة ذات العشر سنوات زوايا المكتبة بانتظار موعد بدء درس اللغة الفرنسية الذي تقدمه متطوعة تدعى وحيدة رحمات هي أيضا لاجئة.

وتقول معصومة إنها تريد أن تتقن اللغة الفرنسية لتلتحق بوالدها المقيم في باريس، وهي مثابرة على دروسها بحسب معلّمتها التي كانت تدرس التربية الدينية في كابول.

وتحاول هذه المكتبات أن تعوض النقص في المكتبات العامة في اليونان، وتندرج ضمن مشاريع تضامنية انطلقت في هذا البلد مدفوعة بالأزمة الاقتصادية وتدفق اللاجئين.

في الساحة الرئيسية في أثينا، تركن المكتبة المتنقلة بين شاحنة تزود اللاجئين بالطعام، وأخرى تحتوي على غسالات ثياب يستفيد منها الفقراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock