اخبار اوروباملفات اللاجئين

ألمانيا -تأهيل شباب لاجئين للعناية بالمسنين

بلجيكا 24 – تواجه ألمانيا نقصاً حادا في الكوادر المؤهلة للعناية بكبار السن، الذين يزداد عددهم باضطراد. ولتعويض هذا النقص أطلقت مدرسة مهنية ألمانية برنامجا موجها للاجئين بغية تأهيلهم وإعدادهم للعناية بالمسنين.

التف ثمانية لاجئين حول دُمية تجسد إمرأة طاعنة في السن. يقول المدرب إن المرأة تُدعى السيدة مولر وقد تعرضت لسكتة دماغية، وتعاني الآن من ألم في فمها. ومن ثم يطلب المدرب من أحد اللاجئين فحصها. “لقد أصبح لون لسانها أبيضاً. ربما تعاني من قرحة فموية”، يقول أحد المتدربين من اللاجئين.

يتعلم ويكتسب اللاجئون، المنحدرون من أفغانستان والعراق وسوريا، تفاصيل ودقائق مهنة العناية بكبار السن، كل يوم من الاثنين إلى الجمعة يذهب المتدربون إلى المدرسة. وقد بادرت “جمعية بون للمهن الطبية والعناية بكبار السن” إلى إطلاق برنامج لمدة ستة أشهر لمساعدة اللاجئين على دخول سوق العمل كمختصين في العناية بكبار السن، بالإضافة إلى تقوية لغتهم الألمانية.

Advertisements

معظم اللاجئين شبان في مقتبل العمر
حسب الإحصائيات الحكومية الرسمية فإن أكثر من 23 مليون ألماني سيكونون فوق سن 65 عاماً بحلول عام 2035. ومن المتوقع أن يرتفع متوسط العمر من 46 في عام 2017 إلى 51.6 في عام 2050. وقد استقبلت ألمانيا في عامي 2015 و2016 أكثر من 1.2 مليون لاجئ، تتراوح أعمار معظمهم بين 18 و34 سنة، ويهدف هذا البرنامج التأهيلي إلى تدريب وتأهيل لاجئين للعناية بالعدد المتزايد من كبار السن في ألمانيا. “إنها لفكرة ذكية منح اللاجئين فرصة؛ إذ لا يوجد ما يكفي من الشبان والشابات للعناية بكبار السن”، توضح بيرغيت شيرباوم المتحدثة باسم “جمعية بون للمهن الطبية والعناية بكبار السن”، وتضيف لمهاجر نيوز “يرغب اللاجئون بالعمل، ومهنة العناية بكبار السن مهنة لها مستقبل وتفتح أمامهم أبواب التطور على الصعيد المهني”.

“الدافع للتعلم عال جداً لدى اللاجئين. كما يساعد ويدعم الشباب والشابات بعضهم بعضاً”، على حد تعبير مديرة البرنامج، شيلان فندي، في تصريح لمهاجر نيوز. شيلان تشرف على البرنامج التأهيلي مستخدمة عمليات المحاكاة على دُمى تجسد أشخاصاً كباراً بالسن. كما يشتمل البرنامج على شهر تدريب عملي إلزامي في مشفى أو مركز طبي، وتساعد شيلان المتدربين على إيجاد شاغر لذلك التدريب.

للمتدربين خلفيات مختلفة بينهم من درسوا التمريض أو مجالات قريبة في بلدانهم. على سبيل المثال، درس رامي بازي (27 عاماً) المعالجة الفيزيائية في أفغانستان وعمل في هذا المجال ثلاث سنوات قبل أن يقرر الفرار من بلده على إثر القتال بين طالبان ومجموعات مسلحة أخرى. “مات أخي والكثير من أقاربي”، يقول رامي لمهاجر نيوز. وقد امتدت رحلته لشهر كامل عبر باكستان وإيران وتركيا والبحر المتوسط قبل أن يصل لمحطته الأخيرة، ألمانيا.

الشهادات وحدها لا تكفي.. لا بد من المزيد من التأهيل
على الرغم من امتلاك رامي خبرة عملية لسنوات في مهنته، إلا أن ذلك لا يؤهله للعمل في المجال الطبي في ألمانيا. ويواجه كثير من اللاجئين معضلة عدم اعتراف المؤسسات الألمانية بشهاداتهم وخبراتهم التي اكتسبوها في بلادهم. والعثور على عمل مناسب قد يستغرق سنوات ويتطلب الحصول على شهادات ودورات تدريبية وتأهيلية إضافية، ولهذا قرر رامي المشاركة في هذا البرنامج التأهيلي ليحسن فرصه في سوق العمل.

وتشير شيلان إلى أن اللاجئين يجدون صعوبة في استيعاب أن شهاداتهم ومؤهلاتهم غير معترف بها في ألمانيا، ويريد كثيرون منهم القفز وبسرعة للعمل في نفس المجال الذي كان يعمل به في بلده، دون أن يدركوا أن ألمانيا تشترط مواصفات معينة للراغبين بالعمل في مجالات التمريض أو رعاية المسنين تقول شيلان في حوارها مع مهاجر نيوز. الدوام في البرنامج التأهيلي يتيح للمتدربين الحصول على اعتراف بشهاداتهم، بشرط تقديم صورة عن تلك الشهادات. بينما يتحتم على البعض البدء من الصفر وإنجاز المزيد من التدريب للحصول على عمل.

بالنسبة لرامي وباقي المجموعة سيستمر البرنامج التأهيلي حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وربما تلتحق دفعة جديدة بالبرنامج، وقد يكون بإمكان اللاجئين ممن ليس لديهم أدنى خبرة في مجال العناية الطبية، الالتحاق بتلك الدورة الجديد. يُموّل البرنامج من خلال مبادرة حكومية تُسمى “الاندماج من خلال التأهيل”.

لا تقتصر أمنيات رامي على أن يتيح له البرنامج الاندماج في سوق العمل، بل وأيضاً أن يكون شخصاً مقبولاً من المجتمع الألماني: “آمل أن يقبلني المجتمع الألماني وأن تتاح لي الفرصة للعمل في ألمانيا

المصدر : وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock