اخبار بلجيكا

دراسة جديدة حول تطور اندماج المغاربة والأتراك في المجتمع البلجيكي

 

اللغة والدين والتعليم كانت هي أبرز المحاور التي ركزت عليها دراسة أنجزتها حديثا جمعية “با كريستي للسلام” البلجيكية، بمناسبة مرور 50 سنة على هجرة المغاربة والأتراك إلى بلجيكا.

هذه الدراسة قدمت الملامح الكبرى لتطور اندماج كل من المغاربة والأتراك في المجتمع البلجيكي، مبرزة أن الجالية المغربية والتركية “يتشابهان في الكثير من الأمور، سواء فيما يتعلق بالدين أو الارتباط بموطنهم الأصلي”.

Advertisements

وحسب الدراسة، فإن المغاربة والأتراك وصلوا إلى بلجيكا بعد بداية القرن العشرين، وخلال هذه الفترة كان الأتراك يشتغلون كدبلوماسيين وتجار، في حين كان المغاربة يشتغلون كعمال غير مؤهلين “لأنهم قادمون من القرى المغربية”.

ولفتت إلى أن روابط المغاربة والأتراك “جد قوية بموطنهم الأصلي، وخصوصا الأتراك، نظرا لحرصهم على استمرار التواصل ببلدهم الأصلي، بينما الشباب المغربي أصبح يندمج بشكل أكبر في الحياة السياسية البلجيكية، لأنه يعلم أن المستقبل سيتم بناؤه في بلجيكا”.

وسلطت الدراسة الضوء على حركية شباب الجاليتين داخل بلجيكا، كاشفة أن الشباب التركي “يتحدث أكثر من الجاليات الأخرى بلغتهم الأصلية”، كما أنهم في أغلب الأوقات يعيشون في أحياء منعزلة لتقوية الحس “بالقومية التركية”، عكس الشباب المغربي الذي يظهر رغبة كبيرة في الاندماج في الحياة البلجيكية.

وإذا كان الجيل الأول من مغاربة بلجيكا يتحدث العربية أو الأمازيغية، فإن الجيل الثاني أصبح يتحدث أساسا باللغة الفرنسية، باعتبار أن المغاربة أصبحوا يعيشون داخل الجماعات الفرانكفونية، وخصوصا في مدينتي بروكسل ولييج، وهو الأمر الذي جعل من الفرنسية اللغة الأولى التي يتحدث بها مغاربة بلجيكا.

وتظهر الدراسة أن 25 في المائة من المغاربة حصلوا على الجنسية البلجيكية، بينما 25 في المائة قدموا طلبا للحصول عليها، أما 50 في المائة المتبقية فولدوا أصلا في بلجيكا، وهو ما سهل زواج المغاربة بالبلجيكيين، لأن ثلث مغاربة بلجيكا متزوجون من مواطنين ذوي أصول بلجيكية.

وأكدت الدراسة أن الشباب المغربي “أصبح يرى أن مستقبله في بلجيكا وليس في المغرب”، وهو ما يفسر امتلاك نصف الجالية المغربية لعقارات للسكن في بلجيكا”.

وإذا كان شباب الجالية المغربية أصبح يرى أن مستقبله مرتبط بمستقبل بلجيكا، فإن 50 في المائة من الجيل الأول لمغاربة بلجيكا عبر عن رغبته في العودة إلى المغرب، “لكن المفارقة أن 3 في المائة فقط من أقدموا على هذه الخطوة”.

وأثنت الدراسة على حرص الآباء المغاربة على تعليم أبنائهم “حيث تستثمر الأسرة المغربية بشكل كبير في دراسة أبنائها وهو ما يفسر أن التلاميذ المغاربة هم أفضل من التلاميذ الأتراك”.

وتوقعت الدراسة ذاتها بأن يسمح المستوى التعليمي للشباب المغربي بولوج العديد من المناصب السامية في بلجيكا “خصوصا أن الشباب المغربي أظهر رغبة في التأقلم مع ثقافة البلد المضيف”.

وعلى الصعيد الروحي، فقد أظهرت الدراسة نفسها أن 90 في المائة من المغاربة، يعتبرون أنفسهم مسلمين، و65 في المائة منهم يمارسون الشعائر الدينية بشكل منتظم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock